طالب نواب المعارضة في البرلمان التونسي بمساءلة رئيس الحكومة السابق “يوسف الشاهد” على خلفية ما نشرته احدى قنوات الكيان الصهيوني من تقرير مصور يظهر سياح ” إسرائيليين ” رافعين شعارات تمجد الكيان الصهيوني وجيش الاحتلال أثناء قيامهم بجولة سياحية على مقربة من منزل القائد الفلسطيني الراحل الشهيد خليل الوزير.
وقال رئيس “حزب جبهة الإصلاح، بتونس “رشيد تورخاني ” في تصريحات خاصة بـ “الأمة، اليوم السبت”، أن المزاج الشعبي بتونس المناهض للغطرسة الصهيونية وسياسة التقتيل والتجويع والتهويد والمؤيّد للمقاومة الفلسطينية قد كشفت هذه الأحداث جانبا كبيرا من المسكوت عنه”
وتابع، :” أبو جهاد ” الذي اغتالته يد الغدر الصهيوني سنة 1988 في العاصمة التونسية الأمر الذي أغضب نواب المعارضة واعتبره الشعب التونسي إهانة صارخة لمشاعره واستخفافا بروح الشهيد القائد فضلا عن أن الزيارة بحد ذاتها تعد طعنة في ظهر الشعب التونسي واعتداء على ضمير التونسيين وعلى تمسكهم بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الصامد أمام مشاريع الغطرسة والإبادة والتمييز هذا علاوة على الزيارات الدينية ” الإسرائيلية ” المعروفة لمعبد ” الغريبة ” التي يقوم بها سنويا عدد من أتباع الديانة اليهودية في جزيرة جربة التونسية.
وتابع: “ويعمل الكيان الصهيوني باستمرار من أجل استغلال هذه المكانة الدينية للمعبد للتغلغل في النسيج المجتمعي والسياسي في تونس وأحداث اختراق في حاجز الرفض التونسي للتطبيع مع الكيان الصهيوني ومن ورائه مختلف الشوارع الشعبية العربية أو كما هو الحال مع المهرجانات الفنية والغنائية التي يحاول الكيان الصهيوني استغلالها من خلال الدفع بفنانين يهود من أصول تونسية للمشاركة في المهرجانات الفنية التي تحتضنها تونس على غرار مهرجان قرطاج لكن الشعب التونسي على وعي تام بهذه المحاولات واستطاع الحيلولة دون تحقيق ” إسرائيل ” ما تصبو اليه” .
وأكد تورخاني على أن الصراع ضد كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني على أشده في تونس وقد تبين بوضوح تام موقف الشعب التونسي بكل أطيافه وطبقاته وشرائحه الرافضة لكل مظاهر التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاشم خاصة بعد الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي وتحرر الشارع التونسي من كل الهواجس الأمنية حتى اصبح الحديث عن أي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني معرة في جبين القائمين به واعتداء على تاريخ الأمة وقضيتها المركزية وهو بمثابة الفعل المحرم شعبيا لدى التونسيين الذين يؤكدون في كل الأزمنة وتحت كل الظروف في مواقف ثابتة وبقناعات راسخة لا تقبل النقاش على مساندتهم المطلقة للقضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني من أجل تحقيق استقلاله التام وإقامة دولته الحرة وعاصمتها القدس الشريف خاصة بعد خطاب رئيس الجمهورية السيد قيس سعيد الذي هاجم فيه صراحة الاحتلال الإسرائيلي واعتبر ” إسرائيل ” عدوا والتعامل معها خيانة عظمى .
وبين أنه كذلك لا يخفى على احد ما تشهده الساحة التونسية من سجال حاد بين المعارضة والحكومة وبعض النخب من معسكر دعاة التطبيع الثقافي وسببه محاولات الاختراق ” الإسرائيلي ” لجدار المقاطعة لجميع أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني انسجاما مع الموقف الشعبي التونسي الرافض للتطبيع مع كيان إرهابي يعتبره التونسيون عدواً لهم لا يمكن الصلح معه لا سيما بعد اعتدائه السافر على السيادة التونسية من خلال قصف مقرّ منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1985 وتنفيذ الاغتيالات الجبانة للمناضلين ورموز الكفاح الفلسطيني مروراً باغتيال القيادي الفلسطيني الشهيد خليل الوزير في سنة 1988 وصولاً إلى أحدث جرائمه الاستخباراتية على الأرض التونسية التي استهدفت الشهيد الطيار محمد الزواري على خلفية نشاطه مع كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس .