أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، عن استعداد بلاده لإرسال عسكرييها إلى ليبيا، في حال طلبت حكومة “الوفاق الوطني” المعترف بها دولياً ذلك.
وقال أردوغان، في حديث لقناة “تي آر تي” التركية: “إذا أرادت ليبيا ذلك، فإن تركيا ستتخذ قراراً بشكل مستقل، ونحن لن نطلب إذناً من أحد بهذا الشأن، وتركيا مستعدة لتقدم أي دعم لليبيا”.
وأردف أردوغان أنه يرغب في إجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل لقائهما المزمع عقده في إسطنبول يوم 8 يناير المقبل، ليبحث معه الوضع في ليبيا.
وأعرب أردوغان عن أمله بأن “يعيد بوتين نظره” بشأن خليفة حفتر، حسب قوله، محذراً من أن ليبيا قد تتحول إلى “سوريا أخرى” إن لم يحدث ذلك.
ولفت إلى أن تركيا وليبيا يمكن أن تقوما بعمليات استكشاف مشتركة في شرق البحر المتوسط، معتبراً أن اتفاقية بلاده مع الحكومة الليبية المعترف بها دولياً تحافظ على حقوق الدولتين وأرسل نصها للأمم المتحدة.
وأشار أردوغان إلى أنه أعرب لرئيس الوزراء اليوناني عن استعداد أنقرة لفتح قنوات حوار، مؤكداً أن طرد اليونان المبعوث الليبي “فضيحة دولية”، وأثينا ستدفع ثمن أفعالها على الساحة الدولية.
وشدد على أن مذكرة التفاهم مع ليبيا أقوى رد على محاولات الثنائي اليوناني القبرصي تطويق تركيا في شرق المتوسط.
وفي 27 نوفمبر الماضي، وقع الرئيس التركي أردوغان مذكرتي تفاهم مع فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، تتعلق بالتعاون الأمني والعسكري، وتحديد مناطق النفوذ البحرية، بهدف حماية حقوق البلدين النابعة من القانون الدولي، وهو ما أثار حفيظة اليونان وقبرص ومصر.
وقال وزير الخارجية الليبي، محمد سيالة، إن قرار اليونان طرد السفير الليبي أمر “غير مقبول”، مشيراً إلى أنه “ليس لليونان في ليبيا أي تمثيل دبلوماسي، ولو كان موجوداً فسنقوم بطرد سفيرهم بالمثل”، مشدداً على أن بلاده “تحتفظ بحق إبرام التفاهمات مع من تريد”.
بدوره أعرب وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، عن استغرابه لطلب اليونان التعرف على تفاصيل الاتفاقية، متسائلاً: “لماذا لم تسألنا اليونان عن تفاصيل الاتفاقية؟ كنا سنخبرهم فلا شيء نخفيه”، معتبراً أن طرد اليونان السفير الليبي أمر غير مقبول، ومنافٍ للأعراف الدبلوماسية.