د. مصطفى حلمي
Latest posts by د. مصطفى حلمي (see all)

كان «مصطفى كمال أتاتورك» من طائفة (الدونمة) ذات الأصل اليهودي، ولمن شاء أن يعرفه فليرجع إلى المُدافِعِ عنه وكاتبِ سيرتِه (أرمسترونج) ..الذي ضمَّن كتابَه كثيرًا من الأوصاف التي تجعل منه منافسًا لأعتى جبابرة التاريخ.

 

والحق أن الكتاب بأكمله يعد وثيقة إدانة لا سجل شرف وفخر كما حاول أرمسترونج أن يفعل.

 

مثال ذلك قوله: (ولو أنه وُجدَ في عصر جنكيز خان؛ لبزَّه في عبقريته الحربية وعزيمته الجبارة التي لا تضعفها عاطفة أو رحمة أو وفاء).

 

ولِمَ يحتاج إلى الرحمة والوفاء.. وقد خلع رداء الإسلام فانقلب كالوحش الكاسر ضد الشعب التركي طاعنًا إياه في عقيدته؟

 

فقد كان معروفًا للملأ إهماله للدين في حياته الخاصة، ومخالفته لكل قواعد اللياقة، وسخريته من كل الأوضاع ((المقدسة)).

 

ومن الأهمية بمكان التعرف على حقيقة أتاتورك

 

وقد أزاح الشيخ مصطفى صبري الستار عن صلته بطائفة الدونمة اليهودية كما اعتبره صنيعة الدولة الصليبية.

 

ونحن لا نحاكم الرجل فالأولى بذلك أهله وقومه، ولكن ما يهمنا هو امتداد عدوانه إلى المسلمين في رقعة بلادهم جميعًا، مما يحملنا مسئولية تعريته وكشف عوراته وعورات نظامه؛ لأنه ما زال -مع الأسف الشديد- يعتبر نموذجًا في عقول كثير من المسلمين المخدوعين فيه وفي الدور الذي أداه، ويتخذ منه مثالًا أعلى للتحضر واللحاق بحضارة العصر!!

 

وخير شاهد على ذلك ما خاضه المسلمون من تجارب مقتفين آثار أتاتورك، فماذا حققوا؟!

 

إننا إذا استعرضنا صور الإخفاق المتعددة على أثر محاولتنا إقامة البنيان الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وَفق النموذج الغربي ، وبعد أن مُنينا بالهزائم العسكرية والسياسية وأصابنا التدهور الاقتصادي وفجعتنا حقائق النكوص العلمي والأخلاقي.

 

واستيقظنا على حقيقة نظرة أوروبا لنا بشطريها الشرقي والغربي كفريسة تريد التهامها.

 

بعد هذا كله أصبح على رواد الفكر إعادة تقديراتهم أمام هذه النتائج المشاهدة:

 

1 – الفشل في التقليد، وهذا يعني أن لنا أصولًا حضارية أخرى.

 

2 – أزمات الحضارة الغربية وإخفاق النظريات في مجال التطبيق، وظهور حركات جديدة بين شبابها تعبر عن أزمة إنسانية وأخلاقية، حيث عجز الفلاسفة والقادة عن إيجاد العلاج.

من د. مصطفى حلمي

أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة القاهرة