الحكومة الألمانية تصدر قرارا يلزم رجال الدين الأجانب بتعلم اللغة الألمانية حتى يتمكنوا من العمل في البلاد.
ووفقا لقرار صادر عن اجتماع الحكومة، سيتعين على المسؤولين الدينيين الأجانب من أئمة وقساوسة وحاخامات إبراز وثيقة تحدثهم اللغة الألمانية إذا كانوا يرغبون بالخدمة في البلاد.
وخلال مؤتمر صحفي عقد بالمركز الصحفي الفدرالي، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية ستيف ألتر، أن مجلس الوزراء اتخذ قرارا يلزم رجال الدين الأجانب إلمام اللغة الألمانية.
وأوضح ألتر، أن القرار يتطلب موافقة البرلمان الفيدرالي أولا (حتى يصبح نافذا).
وشدد أن “مسودة القرار لا تشير إلى ديانة واحدة بعينها، بل تشمل جميع الأديان”.
وكانت أحزاب الائتلاف الحاكم الذي يضم الاتحاد المسيحي (يتكون من حزبي الاتحاد الاجتماعي المسيحي والاتحاد المسيحي الديمقراطي) والحزب الاجتماعي الديمقراطي، اتفقت على ضرورة إلمام رجال الدين الوافدين للغة الألمانية.
من جهة أخرى، انتقد الأمين العام للرابطة الوطنية الإسلامية في ألمانيا، بكر ألطاش، القرار المذكور خلال تصريحات لوسائل الإعلام الألمانية.
وقال ألطاش، إن “اختزال خطط الحكومة وتركيزها على الأئمة يؤدي إلى عكس صورة خاطئة عن تلك الخطط”.
وأضاف “كما أن الأنباء التي يتداولها الإعلام تعطي انطباعا للمتابع بأن الأئمة في ألمانيا لا يتحدثون كلمة واحدة باللغة الألمانية، وهذا خطأ ولا يتناسب مع واقع حياتنا هنا”.
ووصف ألطاش، قرار الحكومة الأخير بأنه نهج شعبوي.
وتابع “إن واجبات ومسؤوليات الأئمة واسعة وشاملة لدرجة أنه لا يمكن اختزالها فقط في تعلم اللغة”.
وأوضح ألطاش، أن النهج السطحي الشائع في وسائل الإعلام والمتمثل بأن “الإمام الجيد هو ذلك الذي يجيد اللغة ” هو نهج خاطئ وخطير على حد سواء.
وأردف “هذا النهج يفتح المجال أمام أشخاص معروفين في المجتمع بواعظ الكراهية (Hassprediger). من ناحية أخرى، ما زال هنالك العديد من الأئمة الذين يعظون ويمارسون مهنتهم بلغتهم الأم ينجزون أنشطة يومية فوق العادية، وبدلاً من الإضرار بسمعة هؤلاء بإجراءات سطحية، سيكون من الأنسب لو تم تقديم الشكر لهم”.