عمّ الإضراب الشامل، الأحد، عددا من البلدات في محافظة القدس المحتلة، تنفيذا لأولى خطوات العصيان المدني الذي دعت إليه القوى الوطنية والإسلامية والحراك الشبابي، تنديدا بسياسة وجرائم الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه.

وأُغلقت مداخل مخيم شعفاط وعناتا وجبل المكبر والرام، من الساعة الثالثة فجرا بالتوقيت المحلي، كما دعت القوى إلى مقاطعة الاحتلال بشتى الطرق، والعمال الفلسطينيين إلى عدم التوجه إلى أماكن عملهم داخل أراضي عام 1948.

واندلعت مواجهات عنيفة، الأحد، عند الحاجز العسكري المقام عند مدخل مخيم شعفاط بين شبان المخيم وقوات الاحتلال التي تحاول عبثا فتح مداخل المخيم الذي أغلقه الشبان بالمتاريس الضخمة وحاويات النفايات.

وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الغاز السام المسيل للدموع بكثافة صوب الشبان، وسُجلت ثلاث إصابات على الأقل حتى اللحظة.

وأعاد شبان لإغلاق مداخل بلدة العيسوية وسط القدس، تزامناً مع اندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال التي فتحتها قوات الاحتلال، مستعينة بجرافات ضخمة وسيارة المياه العادمة لتفريق الشبان الذين رشقوها بالحجارة، وألقوا نحوها الزجاجات الحارقة.

واندلعت كذلك مواجهات في بلدات جبل المكبر وعناتا والرام عند بدء العصيان وإغلاق مداخل تلك البلدات، واستخدم جنود الاحتلال الغاز والرصاص المطاطي، كما حدث عند مدخل بلدة الرام الشمالي.

ويؤكد الناشطون في هذه الأحياء والبلدات المقدسية أنهم عازمون على مواصلة هذا العصيان حتى تتوقف سلطات الاحتلال عن ممارساتها القمعية بحق أحيائهم وبلداتهم، وخاصة في مخيم شعفاط، الذي يتعرض سكانه لحملات قمع وتنكيل يومية، بينما تشنّ قوات الاحتلال حملات اعتقال ودهم على مدار الساعة تتخللها سرقة أموال الأسرى وذويهم، والحجز على حساباتهم البنكية.

وبدت مشاهد الأحياء التي أغلقها الشبان أشبه بساحات مواجهة بفعل الإطارات المشتعلة والكميات الضخمة من المتاريس المشتعلة.

وكانت المساجد قد صدحت الليلة الماضية، في كل من مخيم شعفاط، والرام، وكفر عقب، وجبل المكبر والعيسوية، وشعفاط، وفي جميع أحياء وبلدات القدس المحتلة، معلنة الإضراب العام والعصيان المدني الشامل الأحد؛ ردًّا على إجراءات الاحتلال العنصرية، وممارسات التنكيل والقمع اليومية بحق أهالي مخيم شعفاط، وسائر أنحاء المدينة المقدسة.

ويشمل العصيان المدني دعوة العمال الفلسطينيين إلى عدم التوجه إلى أماكن عملهم داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ومقاطعة الاحتلال وعدم التعامل معه بشتى الطرق (المعاملات الرسمية، دفع الفواتير والرسوم والضرائب، بلدية الاحتلال)، بالإضافة إلى إغلاق الطريق المؤدي إلى حاجز مخيم شعفاط وعدم السماح لأي شخص بالمرور من خلاله، وإغلاق مدخل بلدة عناتا