الإضراب يستمر في فرنسا الإثنين لليوم الخامس على التوالي في مشهد يطغى عليه شبه شلل في البلاد. واندلعت هذه الموجة من الغضب بعد إعلان الحكومة الفرنسية عن “النظام الشامل” للتقاعد الذي يُفترض أن يحلّ محل النظام التقاعدي الحالي. ويحذر الخبراء من خسائر مهمة في حال استمرار الإضراب، خصوصا في فترة الأعياد. من جهته، يتمسك رئيس الحكومة إدوار فيليب بتنفيذ هذا المشروع الذي ستعرض تفاصيله على الحكومة الأربعاء.
واندلعت موجة الغضب بسبب “النظام الشامل” للتقاعد الذي يُفترض أن يحلّ اعتباراً من عام 2025، محل 42 نظاماً تقاعدياً خاصاً معمولاً بها حالياً. وتعد الحكومة بنظام “أكثر عدلا”، في حين يخشى معارضو الإصلاحات أن يلحق ضررا بالمتقاعدين.
ويخشى عدد من الخبراء الاقتصاديين في فرنسا أن يطول الإضراب ويخسر التجار، وأن يحصل إغلاق طرق ونقص في الوقود، ما سيؤثر على الحركة الاقتصادية بشكل أكبر أثناء فترة الأعياد.
ومساء الأحد، جمع ماكرون ورئيس الوزراء إدوار فيليب في قصر الإليزيه الوزراء المعنيين بالملف. وسيقدّم المفوّض الأعلى لإصلاح نظام التقاعد جان بول دولوفوا مع وزيرة الصحة أنييس بوزان خلاصات مشاوراته الطويلة للهيئات الاقتصادية. وأخيراً، سيعرض رئيس الحكومة الأربعاء تفاصيل مشروعه.
تجدر الإشارة إلى أن نظام التقاعد موضوع حساس للغاية في فرنسا. ويأمل المعارضون الأكثر تشدداً أن تطول الحركة الاحتجاجية وأن يتمّ إغلاق البلاد كما حصل في كانون الأول/ديسمبر 1995. و كانت هذه الحركة ضد إصلاح النظام التقاعدي آنذاك وتسببت بشلّ وسائل النقل المشترك لثلاثة أسابيع وأرغمت الحكومة على التراجع.
“رئيس الحكومة مصمم على تنفيذ المشروع”
من جهته أعاد رئيس الحكومة تجديد موقفه من الاستمرار بالمشروع، وقال إنه “إذا لم نقم بإصلاح عميق وتدريجي اليوم، سيقوم بذلك شخص آخر غداً بشكل عنيف، فعلاً عنيف”. وأشار إلى أنه “مصمّم” على قيادة مشروع نظام التقاعد الشامل “حتى إنجازه”.
وردّ النقيب في مقابلة طويلة “سنصمد حتى سحب” مشروع الإصلاح الذي لا يتضمّن “أي شيء جيّد”.
وقالت وزيرة الدولة للمرحلة البيئية الانتقالية إيمانويل فارغون في حديث لإذاعة “فرانس أنفو”، “نحن بحاجة لإعادة تفسير” هذا الإصلاح، معتبرة أن عرضه من جانب رئيس الوزراء الأربعاء “سيتيح لكل شخص اتخاذ موقف”.
دعوة إلى “الحد” من التنقلات
وتتوقع شركة السكك الحديد أن يكون نهار الإثنين “معقدا للغاية”، في ظل عمل قطار سريع واحد وقطار واحد في المنطقة الباريسية من أصل خمسة. وبالنسبة إلى بقية شبكة قطارات الضواحي، أشارت الشركة إلى عمل ثلاثة خطوط من أصل عشرة “سيجري تأمينها بصورة رئيسية عبر الباصات”، فيما تكون حركة النقل الدولية “مضطربة جداً”.
ودعت الشركة “كل من يستطيع إلى الحد من التنقل عبر القطار”. وقالت إنّها لا تتوقع “تحسناً الثلاثاء” الذي سيصادف يوم التعبئة الثاني ضد إصلاحات نظام التقاعد، وفق المتحدثة باسمها أنييس اوجييه.
وبشأن خطوط المترو في باريس يومي الإثنين والثلاثاء، قالت شركة التنقل الباريسية إنّ الحركة ستكون “مضطربة للغاية” وسط إغلاق عشرة خطوط من أصل 16.