د. عماد نصار

ادخلوا عليهم الباب..

إنه لا ريبَ في أنّ مِن خِسّةِ الطّبعِ أن يسكتَ المظلومُ إذا أصابه الظُّلم، ولكنّ الأدنى خِسّةً أن يشتكي.

 

ثم إنّ الخِسّةَ الأدنى من هذا وذاكَ أن يقعَ الظّلمُ البيِّنُ على أمواج من البشرِ وهم يعلمون قوّتهم، حتى يقعُدَ بعضهم لبعضٍ يشتكي ويُحدّث بمصيبته وما ناله من الظلم.

 

غير أنّ الخِسّةَ الدُّنيا إذا نهضَ في المظلومين رجلٌ منهم فيُحدّثهم بالنهوض لحقوقهم ويستثير مَواتَ العِزّة في نفوسهم ويُذكّرهم بقوّتهم؛ أن يقولُ أكثرهم:

 

إنّي معك، ولكن لا قوّة لي أن أكون في أول هذا الأمر، فإن أفلحتَ ومن معكَ التحقتُ بكم..

 

فأنّى يُنصرُ مثل هؤلاء؟!

 

ويحكم ألا تتدبّرون قرآنكم؟

 

ويحكم ألم تسمعوا بقلوبكم هذه الكلمات كلمة كلمة، وإنّ القائل الله عزّ في عُلاه:

 

“قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ﴿٢٢﴾

 

قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّـهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٢٣﴾

 

قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴿٢٤﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴿٢٥﴾ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾

من د. عماد نصار

مدير‏ مركز لسان العرب لخدمات اللغة العربية‏