اعتقال النازحين العائدين إلى سوريا الأمة| محمد أبوسبحةـــ اتهمت “مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا”، السلطات السورية، باعتقال عدداً من اللاجئين الفلسطينيين بعد عودتهم الطوعية من إحدى الدول الأوروبية إلى سوريا. ويأتي ذلك رغم ترويج حكومة النظام لضمان العودة الآمنة للنازحين.

وقالت المجموعة في تقرير إن اللاجئون الفلسطينيون بعد عودتهم من أوروبا إلى دمشق عبر إيران، سلّمتهم أجهزة أمن النظام في مطار دمشق تبليغات تفيد بضرورة مراجعة ما يسمى “فرع فلسطين” في دمشق خلال مدة محددة.

وأضاف التقرير أنه بعد مراجعة العائدين لفرع فلسطين تم اعتقالهم ولا توجد معلومات عن مصيرهم، أو التهم الموجهة لهم، ونوّهت مجموعة العمل إلى أنّ المعتقلون لم يشاركوا مع أي طرف عسكري في سوريا.

وأوضح أن اللاجئون الفلسطينييون أنهو معاملات لجوئهم في أوروبا وذلك لأسباب تتراوح بين رفض طلبات لم الشمل لأسرهم ومشكلات تتعلق بالاندماج في البلدان المضيفة لهم، وعادوا طوعاً إلى سورية بعد أنباء البدء بإعمار مخيم اليرموك وظهور بوادر جديدة لعودة السكان إليه.

وهذا الشهر أعلنت الحكومة السورية السماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مخيم اليرموك الواقع جنوب العاصمة دمشق، والذي كانت قوات النظام سيطرت عليه في مايو/ أيار الماضي بعد حملة عسكرية واسعة، حيث كان قد هجر أغلب سكانه منه قسرًا قبل عدة أشهر على إثر الحملة عسكرية التي جعلت منه ركامًا.

ووفقًا لتقارير نشرها “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فإن القوات الحكومية السورية قتلت أكثر من 20 نازحاً ممن عادوا إلى سوريا، وخطف عشرات الآخرين. وفرضت على آلاف العائدين التجنيد الإجباري.

وكانت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية اتهمت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي النظام بإخفاء أكثر من 1700 معتقلا فلسطينيًا قسرًا وتعذيبهم، وقالت إن من بينهم أطفالًا ونساءً وكبار في السن.

وكانت المجموعة أصدرت تقريراً نهاية الشهر الماضي وثقت فيه الانتهاكات المرتكبة بحق اللاجئين الفلسطينيين من قبل نظام بشار الأسد، منذ انطلاق الثورة السورية في مارس/ آذار عام 2011.

وقالت المجموعة إنها وثقت مقتل (3903) ضحية من اللاجئين الفلسطينيين السوريين في أماكن مختلفة في سوريا منذ عام 2011، بينهم (478) لاجئة. وشهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين أكبر معدلات سقوط الضحايا، حيث تم توثيق سقوط (1408) ضحية.

وقدَّرت وكالة الأمم المتّحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين (الأونروا) عدد اللاجئين من الفلسطينيّين السوريّين الذين فروا إلى دول العالم جرّاء الحرب في سورية بـ 120 ألف لاجئٍ من أصل 650 ألفًا، بينما قالت الدراسة “نميل إلى تقديرات ناشطين حقوقيّين فلسطينيّين تواصلنا معهم تفيد بأنّ عددهم أكثر من 146 ألف لاجئٍ”.

وكانت دراسة أعدها المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية رصدت “انتقام النظام السوري من اللاجئين الفلسطينيين لتعبير أغلبيتهم عن قناعتهم بالثورة السورية”، وعلى الجانب الآخر رصدت الدراسة “التورط التدريجي لجيش التحرير الفلسطيني في الحرب السورية دعمًا للنظام”.

وجاء في الدراسة الصادرة منتصف الشهر الماضي بعنوان “جيش التحرير الفلسطيني في الحرب السورية” أن النظام وحلفائه الروس والإيرانيون عمدوا إلى إلحاق ضررًا كبيرًا باللاجئين الفلسطينيّين عبر تدمير معظم مخيّم اليرموك، ومخيّم الحسينيّة، ومخيّم حندرات، ومخيم درعا، وألحاق أذى متفاوتًا بالمخيّمات الأخرى.

وكشفت الدراسة أن السلطات السوريّة، “وغالبًا من دون سببٍ إلا الانتقام”، اعتقلت “1693 فلسطينيًّا/ يّة، لا يزال مصيرهم مجهولًا، قتلت منهم تحت التعذيب 556 فلسطينيًّا/ يّة”. فيما “بلغ عدد الفلسطينيّين السوريّين الذين قضوا جرّاء الحرب في سورية 3871 ضحيّةً” وهي أرقام تقترب من تلك التي أعلنتها “مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا”.

وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية قالت في تقرير إن حكومة النظام السوري التي تدعو النازحين السوريين إلى العودة تمنع في الوقت ذاته بصورة غير مشروعة النازحين من الوصول إلى ممتلكاتهم بالمناطق التي كانت تحت سيطرة جماعات معارضة للحكومة. وقالت المنظمة الدولية إن هدف الحكومة السورية وروسيا هو جذب التمويل الدولي وليس عودة النازحين إلى مساكنهم وومتلكاتهم.

النظام السوري يسمح بعودة الفلسـطينيين إلى مخيم اليرموك “المدمر”

من عبده محمد

صحفي