ويأتي الاجتماع بهدف وضع رؤية تشاركية لهذا المشروع الطموح ليكون نموذجاً في خدمة اللغة العربية، حسب الإطار المرجعي المأمول، مع ضرورة متابعة تنفيذ قرارات القمم العربية وقرارات مؤتمرات وزراء التربية والتعليم العرب، بشأن تعزيز دور اللغة العربية في مختلف مناحي الحياة ونشرها لتشمل حقول العلوم والمعارف والتكنولوجيا بجميع أصنافها.
وتأتي هذه المبادرة بدعوة المنظمة بالاشتراك مع البنك الإسلامي التابع للمؤتمر الإسلامي إلى هذا الاجتماع التنسيقي للتشاور، حول سبل الارتقاء باللغة العربية ودعمها لتكون لغة علم وتكنولوجيا، وتعزيزها لدى شبابنا.
ووجّه الدكتور عيسى صالح الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة، في كلمته الشكر لأصحاب هذه المبادرة، والجهات المشاركة، معرباً عن سعادته وترحيبه بالفكرة واستعداد المركز التام لتكون ضمن مجموعة العمل بالمشروع الذي يتطلع إلى إعداد إطار مرجعي في تعليم اللغة العربية وتعلمها لغير الناطقين بها.
كما أوضح الحمادي في كلمته عن جهود مكتب التربية العربي لدول الخليج وأجهزته وخبراته في مجال تعليم وتعلم اللغة العربية، والتي قد تسهم بشكل فاعل وكبير في هذا المشروع.
واستعرض الدكتور عيسى الحمادي جهود المكتب ومسيرته التي عمل فيها على إرساء قواعد عمل خاصة باللغة العربية، فنفذ العديد من البرامج، وكان التركيز وافراً على خدمة مناهجها وطرائق تدريسها، إلى جانب إصدار المكتب العديد من المؤلفات والبحوث اللغوية المتخصصة، وعقد عدد من الندوات والمؤتمرات.
وأكد أن المركز يسعى إلى خدمة الدول الأعضاء في تحديث مناهج اللغة العربية وطرائق تدريسها وتقويمها، وفي توفير المشورة للمؤسسات التعليمية في حل المشكلات التي تعترض تيسير تعليم اللغة العربية وتعلمها.
كما يقوم بالدراسات والبحوث المتعلقة باللغة العربية والعمل على تبسيط مفاهيمها وتوحيد مصطلحاتها، ويسهم في دعم جهود الدول الأعضاء التي تقوم بها لنشر العربية بين غير الناطقين بها من خلال تصميم مناهج متخصصة واقتراح آليات التدريس والتقويم المناسبة، بالإضافة إلى المؤتمرات والندوات والتدريب.
ففي مَجَال الدِّراسَاتِ وَالبُحُوثِ: نَفَّذَ الْمَرْكَز 26 دِرَاسَة تَخْتَص جَمِيعُهَا بِتَطْوِيرِ سِيَاسَاتِ تَعْلِيمِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَتَعَلُّمِهَا، وفِي مَجَالِ الْبَرَامِجِ، حيث نَظَّمَ الْمَرْكَزُ الْعَدِيدَ مِنَ الْمُؤْتَمَرَاتِ، وَشَارَكَ فِي الْبَعْضِ الْآخَرِ، حَيْثُ بَلَغَ عَدَدُهَا 14 مُؤْتَمَراً عَلَى الْمُسْتَوَى الْمَحَلِّيِّ وَالدُّوَلِيِّ.
ونَظَّمَ الْمَرْكَزُ الْعَدِيدَ مِنَ النَّدْوَاتِ وَالْمُلْتَقَيَاتِ، وَشَارَكَ فِي بَعْضِهَا دَاخِلَ دَوْلَةِ الْإِمَارَاتِ وَخَارِجَهَا، وَبَلَغَ عَدَدُهَا 29 نَدْوَةً وُمُلْتَقًى، وفِي مَجَالِ التَّدْرِيبِ، نَفَّذَ الْمَرْكَزُ 26 بَرْنَامَجًا تَدْرِيبِياً اسْتَهْدَفَ ذَوِي الْاخْتِصَاصِ مِنْ مُعِدِّي الْمَنَاهِجِ وَالْمُوَجِّهِينَ وَالْمُعَلِّمِينَ بِالتَّعَاوُنِ مَعَ وِزَارَاتِ التَّرْبِيَةِ فِي الدُّوَلِ الْأَعْضَاءِ، وفِي مَجَالِ الْمُنَافَسَاتِ الطُّلَّابِيَّةِ عَلَى مُسْتَوَى الدُّوَلِ الْأَعْضَاءِ، نَظَّمَ الْمَرْكَزُ مُنَاهَزَاتِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ تَحْتَ شِعَارِ “بِالْعَرَبِيَّةِ نُبْدِعُ”، وَذَلِكَ فِي نُسْخَتِهَا الْأُولَى وَالثَّانِيَةِ، والثَّالِثَةِ مِنَ الْمُنَاهَزَاتِ، وويَحْتَفِي الْمَرْكَزُ بِاللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ سَنَوِيًّا فِي يَوْمِهَا الْعَالَمِيِّ الْمُوَافِقِ 18 مِنْ دِيسَمْبِرَ.
كما أكد الحمادي في ختام كلمته، أن اللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ تَحْتَاجُ إِلَى عَمَلٍ مُؤَسَّسِيٍّ ضَخْمٍ، وَتَحْتَاجُ أَوَّلاً إِلَى إِيمَانِ أَهْلِهَا بِهَا، وَرَدِّ الِاعْتِبَارِ لَهَا، فَمَا أَقْسَى أَنْ تُعَانِي لُغَتُنَا الْعَرَبِيَّةُ مِنَ الْغُرْبَةِ فِي أَوْطَانِهَا.