جائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي

شهد عام 2011 تدشين جائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي وذلك في مدينة ستافنجر بمملكة النرويج، بناء على أوامر السلطان قابوس بن سعيد، يشرف عليها وزارة الدفاع ممثلة في البحرية السلطانية العمانية، بالتعاون مع الجمعية الدولية للتدريب على الإبحار الشراعي.

 

تشكل الجائزة علامة مميزة في التشجيع على العمل في مجال الإبحار الشراعي والتدريب فيه، ورفع المستوى بما يعزز التجارب والخبرات في هذا الإطار على مستوى العالم.

 

والمتابع للتاريخ العُماني يدرك أن تاريخ السلطنة مرتبط إلى حد بالبحر في إطار الرحلات البحرية التي تجوب البحار والمحيطات، وكان العمانيون يرسمون العلاقات التجارية والأخوية مع الدول والشعوب، حتى أن العمانيين وصلوا مبكراً إلى سواحل الصين وأمريكا قبل شعوب أخرى.

 

لهذا فإن الاحتفاء بالبحار والإبحار الشراعي، يعني بدرجة ما تذكير بذلك التاريخ العتيق وفي اللحظة نفسها يحمل طابع الاحتفاء بالزمن الراهن والمعاصر في سيرة وتجربة النهضة العمانية الحديثة، عندما استطاعت السلطنة أن تبني قوة بحرية مدربة ممثلة في البحرية السلطانية العمانية، كذلك حرص السلطنة على ترسيخ القيم المتوارثة من السلام والإخاء وتحويل فكرة العلاقة مع البحر وثقافته إلى رمز للأخوة والمحبة مع كافة شعوب العالم.

 

يمكن القول دون مبالغة أن جائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي باتت من أرقى الجوائز في مجالها على مستوى العالم، إذ ينظر إليها المهتمون باهتمام كبير وهم ينتظرونها بشغف بالغ، بحيث تتشكل من خلالها معرفة بمدى التطور في مجال التدريب والتأهيل للخبرات البحرية في الإبحار الشراعي.

 

ولعل الجائزة التي تم تسليمها بمدينة انتويرب البلجيكية مؤخراً هي النسخة التاسعة في مسار هذه الجائزة المحترمة والكبيرة، وحيث رعى الاحتفال سفير السلطنة المعتمد لدى مملكة بلجيكا وممثلها لدى الاتحاد الأوروبي، وفازت بها لهذا العام سفينة شراعية بلجيكية.

 

حاصل القول أننا أمام واحد من الإنجازات المستمرة التي ترسم أفق عُمان على المدى العالمي، في العديد من الإضافات الملموسة في هذا الإطار، ومنها أيضا جائزة السلطان قابوس لصون البيئة التي تمنحها اليونسكو، وقد تم توزيعها مؤخراً وفازت بها مؤسسة هندية، كل ذلك يساهم في مشروع السلام والإخاء الإنساني وعلاقة عمان مع الشعوب والأمم القائمة على الاحترام والإخاء.