الإرهابي هو:
من ترك بلده التي يأمن فيها ويستطيع الحركة فيها بحرية وكرامة، ومضى إلى بلد آخر لا يوجد فيها من يدفع الظلم عنهم ليعاني فيها الخوف والجوع والعطش.
لم يقتل فيها مدنيا واحدا.. وإنما قتل كبار الموظفين في جهاز القتل والتعذيب وتثبيت أركان القهر والظلم في البلد.. حتى إنه لم يقتل المجندين وتعمد إصابتهم فقط لئلا يكونوا أدوات قتل وتعذيب جديدة.
البطل هو:
من يمارس التجسس والقتل والتعذيب خارج أي قانون، ليترسخ النظام الذي يبيع البلاد ويحرق العباد ويدير المجازر الدموية.. والذي لم ينتصر مرة واحدة في مواجهة شبه متكافئة.. يجيد قتل العزل والاعتداء على النساء والأطفال والعجائز، يجيد التصفية بينما ضحيته مربوطة من الخلف وموضوعه أمامه كالفريسة.. أما حين يخوض معركة شبه متكافئة فإنه يتجلل بالعار الكبير.. فإما هرب وإما ألقى سلاحه واستسلم!
الإعلامي هو:
الفنان الذي يجعل مهمة القتل والتعذيب في نظام القهر والفساد مهمة وطنية.. يوزع نصائح الوطنية على الفقراء بينما تضخم كرشه من الأموال الحرام.. مثلما تضخمت حساباته البنكية.. من يستعمل كل مهارته لتحقيق مقولة “الوطن للأغنياء والوطنية للفقراء”.. من لا يتردد في هدم البلد كلها حجرا حجرا لو كانت تسير ضد مصلحته.. من يحول المجازر الهائلة إلى ضرورات وطنية.. من يحول الضحايا إلى مجرمين.. من يحول السفاحين إلى ملائكة!
من يستفرد بالسجين الأسير النحيل المعذب المرهق في بيئة آمنة ومجهزة لينتزع منه إدانة لنفسه.. ثم يفشل..
الحقير السافل هو:
من لا يرى في كل ما سبق إلا عيبا واحدا.. أن الإعلامي فشل في سحق الإرهابي.. وأن الإرهابي استطاع أن يحظى ببعض التعاطف!
هذا الذي يسمونه “الإرهابي الليبي” هو بطل بمقاييس السماء والأرض.. بطل بميزان الإسلام حيث حركته الأخوة الإسلامية وحدها ليدفع الظلم عن إخوان له دون أن ينتظر أجرا ولا شكورا.. وهو بطل بميزان الثورات التي تجعل الثائر العلماني المادي متعاطفا مع المظلومين عبر الأرض لا يسأل قبل أن يدافع عنهم عن الجنسية والمكتسبات (هل جيفارا إلا هذا يا أنصار جيفارا؟!!).
لا يدري المرء حين يطالع كلام من لا يعقلون، هل الخراب خراب عقل من كثرة ما صب العسكر فيه من الملوثات؟ أم هو خراب فطرة وضمير من كثرة ما تعرض المرء منهم للمال الحرام والفتن الحرام حتى انتكس قلبه، فصار لا يعرف معروفا ولا يُنكر منكرا إلا ما أُشرب من هواه؟!
وأولئك المحسوبين على الثورة؟!!
أي شيء يفعل الناس لكم إن كنتم تقدمون لهم المادة التحريضية ضد النظام؟!!.. ماذا ينبغي للناس أن تفعل؟!
– مظاهرات سلمية؟.. خرجوا وقُتلوا بالآلاف حتى إن زعيم السلمية الذي ظن أنها أقوى من الرصاص محكوم عليه بعدة إعدامات وقُتِل ولده؟.. ولم تنفعهم السلمية شيئا؟
– عمليات مسلحة؟.. تخرج منكم الإدانة وخرافات المخابرات وبقية النغمة السخيفة التافهة التي تكشف أن خيالكم وأحلامكم فقيرة مريضة عاجزة عن أبسط إجراءات ثورية حقيقية كالتي فعلها الناس في كل الدنيا في كل ثورة.
– كلام وخلاص؟.. ها أنتم كلامكم وحده لا يفعل شيئا، ولو كان يفعل لكم شيئا لما كنتم الآن في المنافي.. ولا كلام من يسمعكم فيتكلم يفعل شيئا.. ولا طوفان الكلام كله يحرك دبابة بقدر سنتيمتر واحد من مكانها.
ماذا يفعل الناس لكم؟!!
ألا صدق القائل:
بلاء ليس يعدله بلاء.. عداوة غير ذي عرض ودين
يبيحك منه عرضا لم يصنه.. ويرتع منك في عرض مصون
- محمد إلهامي يكتب: معارك المصطلحات في الواقع الإسلامي - يونيو 22, 2023
- محمد إلهامي يكتب: «اليهود في التاريخ الإسلامي» - يونيو 19, 2023
- محمد إلهامي يكتب: «اليهود في ظل الخلافة الراشدة» - يونيو 13, 2023