- حامد العطار يكتب: لماذا يستثقلون الدين؟ - سبتمبر 21, 2022
- عالم الدين والتدين - ديسمبر 22, 2019
- «الاقتصاد الإسلامي» في 2019.. مؤشرات وأرقام - ديسمبر 11, 2019
يرتبط مفهوم «الاقتصاد الإسلامي» في أذهان كثير من المتابعين بالصيرفة الإسلامية؛ أي بالدورة المالية في مجال البنوك، لكن الصواب أن «الاقتصاد الإسلامي» لا ينكفئ على مجال البنوك، بل يشمل كل أنشطة الإنتاج والتوزيع والتبادل والاستهلاك في مجالي السلع والخدمات، و«الاقتصاد الإسلامي» وفق هذا المنظور مؤشر على إسلامية الحركة الإنتاجية والمالية.
وفي السطور التالية نسعى لإلقاء الضوء على «الاقتصاد الإسلامي» خلال عام 2019م، وأبرز أنشطته في عدد من لمجالات.
تذكر التقارير المعنية أن نشاط «الاقتصاد الإسلامي» لعام 2019م بلغ 2.2 تريليون دولار، موزعة على قطاعات الأغذية الحلال، والمستحضرات التجميلية، والمنتجات الدوائية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، والأزياء والسياحة والإعلام المتوافقة مع الشريعة الإسلامية فضلاً عن الصيرفة الإسلامية.
وقد تم في هذا العام استثمار 1.2 مليار في شركات «الاقتصاد الإسلامي» حول العالم، كان نصيب الأسد فيها للمنتجات الإسلامية التي حظيت بما نسبته 54%، وتلاها التمويل الإسلامي بنسبة 41%، ثم نمط الحياة الإسلامي؛ من أزياء إسلامية، وسياحة إسلامية، حيث احتلت نسبة 4%، بينما كان النصيب الأقل لصالح المستحضرات التجميلية والدوائية والمواد الإعلامية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
وأصبحت هناك تطبيقات تربط المستهلكين بالمطاعم والعلامات التجارية الحلال.
وتهدف إندونيسيا إلى إطلاق منطقة لنمط الحياة الحلال بقيمة 18 مليون دولار.
أما السياحة الحلال، فقد تقدمت إلى الأمام بخطوات واسعة من حيث الانتشار، وتتوزع بين منتجعات بحرية، وفنادق مخصصة للعائلات، وحمامات سباحة غير مختلطة، ووكالات السفر، والتطبيقات المخصصة لحجز الإجازات وتقييمها.
وشهدت الأزياء المحافِظة في هذا العام إقامة عروض أزياء مخصصة حول العالم، وظهور علامات تجارية جديدة لهذا النوع من الأزياء، وباعت «مودانيسا» للأجزاء المحافظة بالتجزئة على الإنترنت حصة مقدرة بـ15 مليون دولار إلى «جولدمان ساكس» و«ومضة كابيتال» لتمويل خطة توسع.
وضمنت العلامة التجارية «هوت حجاب» المسجلة في نيويورك تمويلاً لإنشاء أول علامة تجارية لنمط الحياة الثقافي لأبناء العصر الرقمي من المسلمين.
ومع عدم وجود معايير توجيهية في الأزياء الحلال، حصلت أخطاء؛ مثل حصول علامة تجارية أمريكية على رد فعل عنيف من قبَل المستهلكين بسبب استخدامها عارضات لا يرتدين ملابس مناسبة لعرض مجموعة من الأحجبة الإسلامية.
وفرض المستهلك الباحث عن الغذاء الحلال نفسه حتى في مجال الحلويات؛ فقد سعت الشركات العالمية المصنعة للحلويات (هاريبو، ونستلة، وفيريرو روشيه) إلى اعتماد “حلال”، وهذا تقدم كبير في مجال الغذاء الحلال، الذي كان مقتصراً فيما مضى على اللحوم الحلال فقط.
وتعمل ماليزيا وإندونيسيا بشكل أوثق على معايير الحلال، وربما يعود ذلك إلى قرار إندونيسيا أن يحظى كل الإنتاج المحلي من الأغذية والمنتجات والخدمات باعتماد “حلال”، وكذلك الواردات.
وأطلقت “واتس حلال” -ومقرها سنغافورة- منصة لتتبع الحلال، تربط سلسلة الإمداد كلها من المنتجين إلى المدققين إلى جهات الاعتماد، وتربط التطبيقات المستهلكين بالمطاعم والعلامات التجارية الحلال، مثلاً “سلام بلانت” التي تضم ما يقرب من 200 ألف مستخدم في كل أنحاء الدنمارك وباكستان والمملكة المتحدة، واشترت أخيراً “حلال دايننج كلوب”، وهو تطبيق لحجز المطاعم الحلال مقره في بريطانيا.
ووقّعت “إيليت بارتنرز كابيتال” -ومقرها سنغافورة- شراكة إستراتيجية مع غرفة تجارية وصناعة الملايو في سنغافورة لتطوير منشأة متطورة للإنتاج الحلال.
التمويل الإسلامي والتكنولوجيا
وعلى صعيد التمويل الإسلامي، نجد استجابة الصيرفة الإسلامية للتطورات التكنولوجية؛ فتبنت التكنولوجيا المالية، والعملات المشفرة، والصيرفة الرقمية.
وأطلق بنك البحرين الإسلامي أول بنك رقمي متكامل في البلاد، كما أجرى بنك الهلال الإماراتي أول معاملة صكوك في العالم باستخدام تكنولوجيا “بلوك تشين”.
وظهرت العديد من وكالات السفر عبر الإنترنت، من “مال.كوم” إلى وكالة السفر الحلال عبر الإنترنت الجديدة “رحالة.كوم” التابعة لـ”سرند يبيتي” في المملكة المتحدة، و”حلال هوليداي” ومقرها في ماليزيا.
ودفعت تركيا وماليزيا وإندونيسيا لتوسيع السياحة المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
وفي أواخر عام 2018م، دخل مؤشر “سفر” الإندونيسي، الذي يصنف مقاطعات البلاد وفقاً لتوافقها مع الشريعة بالتعاون مع “ماستر دارد”، و”كريسنت رايتينج”، بينما أطلق مركز ماليزيا الإسلامي مبادرة لتحديد الفنادق المتوافقة مع الشريعة الإسلامية في يوليو 2019م.
وتقوم البلدان ذات الأغلبية غير المسلمة بتسويق بلدانها على نحو متزايد للسوق الإسلامية، فقد وعدت اليابان بتوفير بيئة متوافقة مع الشريعة الإسلامية خلال أولمبياد طوكيو 2020م.
التجميل والدواء
مفهوم المستحضرات الصيدلانية الحلال غير شائع في الوسط الإسلامي شيوع الغذاء الحلال، والتمويل الإسلامي، غير أن ذلك لا يعني أنه منعدم.
فقد دفع اشتمال كثير من الأدوية المستوردة على جيلاتين الخنزير أو الكحول دول منظمة التعاون الإسلامي إلى تشكيل مجموعة عمل خاصة لصنع أدوية خالية من هذه المحرمات، خاصة أن معدلات العدوى بالأمراض المعدية أوسع في دول المنظمة من غيرها من الدول النامية غير المشتركة في المنظمة.
وفي هذا الإطار، لوحظ أن شركات كوريا الجنوبية تسعى للحصول على اعتماد “الحلال” لدعم صادراتها والتوسع في أسواق جديدة مثل إندونيسيا، مع تطبيق البلد تدريجياً الاعتماد الحلال الإلزامي للمستحضرات الصيدلانية بحلول عام 2024م.
كما قامت ماليزيا بتنقيح معاييرها لمفهوم الحلال في الأدوية، وإصدار معايير الحلال للأجهزة الطبية.
كما زاد الطلب في الفترة الأخيرة على مستحضرات التجميل الخالية من شحوم الخنزير، وعلى المستحضرات الطبيعية والعضوية عموماً، ونمت “بريكي سوكي.كون” الماليزية بسرعة منذ إنشائها عام 2018م، وتخطط العلامة التجارية لمستحضرات التجميل الحلال “سيمبلي سيتي” لإدراج أسهمهما في البورصة الماليزية(1).
الهامش
(1) تم الحصول على هذه البيانات من «دينار إستاندر للأبحاث والاستشارات»، باستثناء قطاع التمويل الإسلامي، وتحليل «دينار إستاندر» للسوق الإسلامية، وبيانات مؤشرات «ريفينيتيف» للتمويل الإسلامي في 2018م.
انظر: تقرير واقع الاقتصاد الإسلامي العالمي، إعداد “دينار إستاندر”.