لــسـنـا ظــلامـيّـونَ يــــا بــغـدادُ … أهـلوكِ نـحنُ ونـحنُ مِـنكِ عِـمادُ
إنّـــا بــنـوكِ و صـائـنـونَ لـعـهـدنا … رغـمَ الـجراحِ – معاولٌ وضمادُ
مَـن يُـنكِرُ الـشمسَ المُشعَّةَ واهِمٌ … وجــعُ الـكـرامِ مــع الّـلِـئامِ جِـهادُ
الـذلُّ عـشعشَ في سماءِكِ زاعمًا … أنَّ الأعـــــزّةَ تــنـحـنـي وتُـــقــادُ
لـكـنَّـهمْ قــد أخـطـأوا فـتـطاولوا … يـا درّةَ الأمـجادِ فـيكِ وزادوا
زعــمـوا بــأنّـكِ درهــمٌ مُـسـتعبدٌ … وبــــأنَّ عـــزّكِ دمــعـةٌ و حِـــدادُ
وبــأنَّ مـجـدكِ نـمـلةٌ مـوجـوعةٌ … وبــأنَّ وجـهـكِ كـالـظلامِ ســوادُ
حـاشاكِ يـا قـمرَ الدجى ونجومَهُ … فـبـنورِ وجـهُـكِ تـستضيءُ وِهـادُ
وبـأنَّ مـاضيكِ الـمجيدَ صنيعُهُم … لـكـنَّـهُـم كــذبــوا فــهُــم أوغـــادُ
قــد كـانـت الـدنـيا عـلـيلةَ ذلِّـهِـم … حـتّـى وُلِــدتِ فـضاءَتِ الأمـجادُ
كــم مــرّةٍ قـتلَ الـزمانُ وُجـودَها … تـبـقـيـنَ رغـــمَ أنـوفِـهـم بــغـدادُ
فـيكِ ابـتدا الـتاريخُ يلبسُ زهوَهُ … فـالأرضُ كـلُّ الأرضِ فـيكِ رشـادُ
لا شــيءَ يـوقِـفُ ثـورةً مِـعطاءةً … غـضبُ الـشعوبِ الـثائراتِ جِـيادُ
أسَروا الحياةَ وجاهروا بذنوبِهمْ … إنّ الـحـيـاةَ مـــع الـذلـيـلِ رمـــادُ
دسـتـورُنـا ضَــحِـكٌ عـلـى آمـالِـنا … والـخـائنونَ بـبـندِهِ قــد ســادوا
والـغـافلونَ عـلـى الـموائدِ جـثّةٌ … ثــرواتُـهـم بــــدمِ الـفـقـيرِ مَـــزاد
مـا أيـقظَ الـفكرَ الـصحيحَ ثـمالةٌ … أو صـاحبَ الـعيشَ الكريمَ فساد
لا بــرلــمـانٌ هــاضِــمٌ لـحـقـوقِـنا … أو ســــاسَــــةٌ لــمــهــانَـةٍ وُرّادوا
بـاعوا ضـمائرَهُم بـرُخصِ دراهِمٍ … لــلأجـنـبـيِّ وهـــــم لــــهُ عــبّــادُ
كــادوا وبـالشعبِ الـكبيرِ مـكائدًا … لــم يـرتـكبها الـوحشُ والـحسّادُ
بـغـدادُ يــا أمــلَ الـكرامِ وعـزّهم … وشـــرارةُ الــثـوّارِ حـيـثُ أرادوا
أنـتِ الّـتي ركَـعَ الـزمانُ لِـمجدِها … فُـرِشَـتْ لـخـطوكِ أعـصُـرٌ وبـلادُ
إنْ كـبـوةٌ صـفـعتْ وجــوهَ أحِـبَّةٍ … الـــنــارُ تـــثــأرُ لــلّـذيـنَ تــنــادوا
بـدمائنا نـفدي عـيونَكِ كـي نـرى … عــيـنَ الـرصـافـةِ لـلـعيونِ مُــرادُ
تـلكَ الـعيونُ وإن بـدتْ دمـعاتُها … غَـضبى وفي حدقِ العيونِ وِدادُ
آمـنـتِ أنَّ الـشـعبَ يـعـشقُ عـزّةً … ولأِنَّــــكِ الــعــزّ الـمـجـيـد يُـــرادُ
حرقوا الثقافةَ كالمغولِ وأوغلوا … قـتـلًا وفــي ظـلـمِ الإهـانةِ زادوا
غـضبُ الـحليمِ كـموجِ بـحرٍ ثـائرٍ … لـن يوقِفَ السيفَ الغضوبَ غِمادُ
ولأنَّ شـعبَكَ يـا عـراقُ تـقاسَمَتْ … خــيـراتـهُ الأوبـــاشُ والأوغـــادُ
ثارتْ لك الأرضُ الجموحُ بشعبَها … فـــــالآنَ لـــبّــى عــــزّكِ الآســــادُ
بـالـعدلِ يُـؤخـذُ حـقُّـنا لا بـالـدِّما … فـبـدونِـهِ شــعـبُ الــفـداءِ يُــكـادُ
بـالعزِّ مِـن زَمَـنِ الـحضارةِ والـعُلا … عــشــنـا أُبــــاةً لــلـغـزاةِ شــــدادُ
الـخـيرُ كــلُّ الـخيرِ فـيكَ عِـراقُنا … أنـــــتَ الــمــلاذٌ و لـلـكـرامـةِ زادُ
فــجـرٌ أراهُ يــجـيءُ يـرفـعُ رايــةً … لـلـنـصـرِ مــزهـوًّا ونــحـنُ عــتـادُ