نشرت صحيفة الجارديان مقال رأي للكاتبة لوسي غاربيت التي تعيش في القدس أكدت فيه أن ما يجري في حي الشيخ جراح المقدسي “ليس نزاعا عقاريا” بل هو تطهير عرقي.
وتقول غاربيت إن تهديد منازل الحي هو “أحدث فصل في حملة طويلة لمحو الوجود الفلسطيني في القدس”.
وتشير الكاتبة إلى أن سيارات الشرطة الإسرائيلية ترش منازل الفلسطينيين والمتاجر والمطاعم والأماكن العامة والمؤسسات الثقافية بالمياه الآسنة. وتوضح أن هذه المياه تسبب القيء وآلام المعدة وتهيج الجلد، وقد طورت في الأصل من قبل شركة إسرائيلية لصد المتظاهرين.
وتضيف أن المتظاهرين يتعرضون للضرب المبرح والاعتقال من قبل الشرطة، وبعضهم يمتطون خيولا، كما هاجمهم المستوطنون ورشهم بالرصاص المطاطي.
ترى الكاتبة أن “هذه الأشكال من العقاب الجماعي تهدف إلى وقف الحركة المتنامية لإنقاذ الشيخ جراح ووقف تجريد 27 عائلة فلسطينية من منازلهم هناك”.
وتقول: “عاشت عائلتي في القدس لأجيال عدة منذ فرارهم من الإبادة الجماعية للأرمن في عام 1915. في عام 1948، خلال النكبة، طردوا من منزلهم في القدس الغربية ولجأوا إلى الجزء الشرقي من المدينة. الآن نحن نعيش في الشيخ جراح وجيراني على وشك الطرد من منازلهم”.
وتؤكد غاربيت أن حي الشيخ جراح “تحول إلى منطقة عسكرية”. وتضيف أن نقاط التفتيش تسمح عند كل منعطف فقط للسكان بالدخول إلى المنطقة، “ما يمنعنا من الوصول إلى العالم. يجب أن نتحمل هذه المضايقات من المستوطنين والشرطة على حد سواء لمجرد العيش في منازلنا”.
وتقول إن “عنف المستوطنين ليس بجديد”، موضحة أنه “في سبتمبر/ أيلول الماضي، كُتبت على سيارتي عبارة العرب قذرون.
وتذكر أيضا أنه “قبل أسبوعين فقط، للاحتفال بعيد الفصح الأرثوذكسي، حاولت حضور العرض السنوي الذي تقيمه المجتمعات السريانية والأرمنية التي أنا جزء منها. تعرضت أنا وفلسطينيون آخرون للاعتداء من قبل ضباط الشرطة ومنعت من دخول البلدة القديمة”.
وفيما تشير إلى أنه بعد أسابيع قليلة، “تعرض المصلون لاعتداءات وحشية أثناء صلاتهم في المسجد الأقصى”، تقول إن الفلسطينيين يشعرون “بأن كل تعبير عن هويتنا يتم محوه وتهميشه”.
وتقول الكاتبة إن “سياسات إسرائيل التمييزية في القدس، بما في ذلك التهجير المخطط له، ثابتة، حيث يتناولنا المخططون والمسؤولون الإسرائيليون على أننا قنبلة ديمغرافية موقوتة”.
وتضيف أن فكرة “التوازن الديموغرافي” بين العرب واليهود في القدس “يدعمها التخطيط البلدي وإجراءات الدولة. ويتم ذلك بطرق لا تعد ولا تحصى، بما في ذلك بناء المستوطنات في الأحياء الفلسطينية، وهدم المنازل وإلغاء حقوق الإقامة”.
وتقول إنه “منذ عام 1967، تم تجريد ما يقدر بـ14500 فلسطيني من وضع إقامتهم. من أجل الحصول على بطاقات الهوية، يتعين على الفلسطينيين المقدسيين أن يثبتوا باستمرار أن القدس لا تزال مركز حياتهم، من خلال إثبات عقود الإيجار والفواتير باسمهم”.
ولإثبات ذلك، تتابع، تقوم السلطات الاسرائيلية بـ”زيارة منزلية مفاجئة، للتحقق من أنك تعيش حقا في المنزل، ويتضمن البحث لمعرفة ما إذا كانت فرشاة الأسنان قد تم استخدامها في الحمام”.
وتشير إلى أنه “إذا غادر المقدسيون البلاد أو أقاموا في الضفة الغربية، يلغى وضع إقامتهم، ما يتركهم من دون وثائق رسمية وغير قادرين على العودة إلى ديارهم”.
وتقول غاربيت إنه “كانت هناك محاولات عديدة لتصوير قضايا نزع الملكية في القدس، والشيخ جراح على وجه التحديد، على أنها حوادث فردية منفصلة، وتصويرها على أنها نزاعات عقارية تستمر لسنوات في المحكمة. لكن بالنسبة للفلسطينيين، يعتبر الشيخ جراح مجرد صورة مصغرة للحياة في القدس. إنه يرمز إلى التطهير العرقي المستمر لأرضنا ومنازلنا”.