الأمة| محمد أبو سبحةــ أعلن الحشد الشعبي في العراق تسليم مسجد تابع لوقف السنة في مدينة الموصل بمحافظة نينوى شمال البلاد، بعد اتهامات باستيلاء مليشيا تابعة للحشد على المسجد وتحويله إلى مسجد شيعي ومقر عسكري. ويأتي ذلك تزامنا مع احتفالات السلطات العراقية بمرور عام على استعادة الموصل تحت عنوان “عيد النصر”.
وكان الوقف السني في محافظة نينوى أعلن أنه تم الاستيلاء على جامع الأرقم في الموصل من قبل مجموعة تابعة للحشد الشعبي.
صلاة موحدة!
وقال مدير الوقف السني في نينوى أبو بكر كنعان، في رسالة وجهها إلى المحافظ نوفل العاكوب، يوم الأحد، وانتشرت على نطاق واسع الاثنين: “في الوقت الذي نستعد فيه للاحتفال بتحرير الموصل، وإذ بقوة تابعة لهيئة الحشد الشعبي وبرفقة معممين، تقوم… باقتحام مسجد الأرقم في حي المثنى، وتضع عليه لوحة بعنوان جامع الوحدة الإسلامية”.
وأضاف أن “القوة التي اقتحمت المسجد، قالت إنها تهدف لإقامة صلاة موحدة، لكن تبين لاحقًا أنها تسعى إلى اتخاذه مقرًا لها”.
وكان النائب أحمد الجبوري طالب بإخراج ومحاسبة من احتلوا المسجد، وقال في تغريدة “عملية الاستحواذ على جامع الأرقم في الموصل من قبل مجموعة من الحشد امر لا نقبل به”.
المساجد وبيوت الله هي لكل المسلمين
والتجاوز عليها مرفوض قطعيا، وعملية الاستحواذ على جامع الأرقم في الموصل من قبل مجموعة من الحشد امر لا نقبل به.
وعلى السيد القائد العام ورئيس هيئة الحشد الشعبي التدخل السريع لإخراجهم ومحاسبتهم ، لان هذا الفعل لا يخدم المصلحة الوطنية pic.twitter.com/ligOl0VW4J— النائب احمد الجبوري (@AALJubouri1) December 10, 2018
إرجاع الجامع للوقف السني
من جهتها نشرت هيئة الحشد الشعبي، اليوم الثلاثاء بيانًا جاء فيه “قامت قوة من مديرية أمن الحشد الشعبي بالتوجه الى الجامع المذكور للاطلاع على الموقف وتبين ان مجموعة من المدنيين من سكان مدينة الموصل سيطروا على الجامع وقاموا بتغيير اسمه الى جامع الوحدة الاسلامية ولم تقم الأجهزة الامنية المتواجدة بمنعهم او اتخاذ اللازم”.
وفي حين لم ينفي البيان التهمة عن عناصر الحشد الشعبي، أضاف “افراد امن الحشد الشعبي قاموا بارجاع الجامع الى الجهة التي ينتمي اليها” وأنه “يتم الان التحقق من احتمالية ادعاء الاشخاص الذين سيطروا على المكان بانهم من افراد الحشد الشعبي لاتخاذ اللازم”.
لكن الصور التي نشرتها حركة النجباء في نينوى عبر صفحتها على فيسبوك بتاريخ 2 ديسمبر/ كانون الثاني، مع تعليق “تم بعون الله غسل مسجد الوحدة الاسلامية وتهيئة مكان للصلاة وتم بفضل الله رفع اذان المغرب واقامة صلاة المغرب والعشاء في محرابه نسال الله التوفيق والسداد ونسالكم الدعاء” تظهر مسلحين من حركة النجباء أمام المسجد وبداخله بعكس ما أفاد البيان بأنهم مدنيون، سيطروا على المسجد. -تم حذف المنشور لاحقا-.
مقر عسكري
من جهتها أدانت هيئة علماء المسلمين الاعتداءات التي تستهدف المساجد في العراق، وذكرت أن هذه الخطوة كانت تستهدف تحويل المسجد إلى “مقر عسكري”؛ وقالت في بيان إن “ميليشيات (الحشد الشعبي) الإرهابية وفي خطوة طائفية معتادة؛ استولت على جامع (الأرقم) في حي (المثنى) بمدينة الموصل، بعد اقتحامه بمصاحبة مجموعة من أفراد ما يسمى (التوجيه العقائدي)، وغيرت اسمه إلى (جامع الوحدة الإسلامية) في تناقض واضح بين الاسم والواقع؛ فقد تم اتخاذ الجامع مقرًا عسكريًا لهذه الميليشيات، التي بدأت تسعى للاستيلاء أيضًا على المركز التابع للجامع الذي يشغله (قطاع الزهور البلدي) في الحي نفسه”.
ورأت هيئة علماء المسلمين أن “سلوك الميليشيات الطائفية في (الموصل) دليل داحض لادعاءات (التحرير والنصر) التي يتبجح بها السياسيون وأذيالهم، ممن رضوا بالمهانة والتبعية والانصياع للإرادات الإقليمية والدولية، التي تعمل جاهدة على إضعاف العراق وتفكيكه مجتمعيًا، وتغيير التركيبة السكانية في أجزاء واسعة منه؛ لصالح مشاريع توسعية لم تعد خافية على أحد”.
تحويل مساجد السنة إلى حسينيات
وكان محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي فجر مفاجاة بشأن سعي الوقف الشيعي لتحويل مساجد السنة إلى حسينيات.
وكان النجيفي قال تعليقًا على إصدار أن القضاء العراقي شهر يناير/كانون الثاني الماضي حكمًا بالسجن المشدد ثلاث سنوات بحقه، في دعوي أقامها ضده الوقف الشيعي، أنه كان يدافع عن تحويل مساجد أهل السنة إلى “حسينيات شيعية”.
وشرح محافظ نينوي السابق أثيل عبدالعزيز النجيفي في تصريح سبب إصدار الحكم بحقه، قائلا أنه يرجع لرفض في عام 2010 طلبا للوقف الشيعي بـ “تحويل ملكية أكثر من ٢٠ من جوامع السنة التاريخية الى الوقف الشيعي” وقال أن جميع تلك الجوامع تقع في مدينة الموصل القديمة، مشيرًا إلى أنها “دمرت الأن” وأضاف “سأتحاشى الربط بين الموضوعين” في إشارة إلى تعمد تدميرها خلال الحرب على “داعش” بعد فشل تحويل ملكيتها إلى الوقف الشيعي.
وقال النجيفي الذي يقيم حاليًا في إربيل إنه بسبب “تخلى الوقف السني الغارق في فساده وضعفه في الدفاع عن مساجده” وفي ظل عدم تراجع الوقف الشيعي عن “الفتنة الطائفية المتوقعة” قرر إحالة المسألة إلى مجلس المحافظة، الذي رفض طلب الوقف الشيعي.
ميزانية الوقف السني
يذكر أن نصيب ميزانية الوقف الشيعي في موازنة عام 2019 التي لم تقر بعد تفوق الوقف السني بأكثر من 300 ضعفًا.
حيث تبين أن تخصيصات الوقفين الشيعي والسني في موازنة 2019 تشير الى أن المنح والإعانات هي ٣٣٧ مليار للوقف الشيعي وأقل من مليار للسني والمشاريع الاستثمارية ٧٠ مليار للوقف الشيعي و٢ مليار للسني.