الأمة| محمد أبو سبحةــ تشهد محافظة نينوى شمال العراق أوضاعا مأساوية جراء السيول التي سببتها الأمطار الغزيرة التي هطلت هذا الأسبوع على المحافظة، الأمر الذي يهدد حياة ساكني المخيمات الممنوعين قسرًا من الوصول إلى منازلهم.
وكان رئيس مجلس محافظة نينوى، سيدو جتو، أعلن حالة الطوارىء في مدينة الموصل مركز محافظة نيوى وتعطيل الدراسة بسبب أزمة سيول الأمطار.
فيما دعت المفوضية العليا لحقوق الانسان المفوض الحكومة العراقية إلى سرعة التدخل لتقديم المساعدات العاجلة لمخيمات النزوح وضرورة وضع الخطط العاجلة لوقايتهم من الكوارث الانسانية كالسيول والفيضانات.
وقال هيمن باجلان عصو المفوضية إن استمرار معاناة النازحين وعدم تمكينهم على العودة الى مناطقهم الأصلية سيعقد الأمور بشكل أكبر ويخلق فجوة بين المواطن والجهات المسؤولة عنه.
وأكد باجلان بحسب المعلومات الواردة من مكتب المفوضية في نينوى أن الأوضاع الانسانية في مخيمات ديبكة للنازحين بمنطقة مخمور جنوب شرقي الموصل سيئة جدا، وسببت بتشريد اكثر من (130) عائلة نازحة نتيجة جرف خيمهم وجعلتهم بدون مأوى ومأكل مناشداً الحكومة العراقية لوضع خطة عاجلة لوقاية المخيمات الاخرى من تعرضهم الى نفس المعاناة تزامناً مع حلول فصل الشتاء وهطول الامطار بغزارة وإيجاد حلول ناجحة تنهي معاناتهم.
شبكة صرف متهالكة
إلى ذلك طالبت مفوضية حقوق الانسان بضرورة حماية ساكني المخيم من وقوع كارثة إنسانية خصوصا بين الأطفال حيث تشير الاحصائيات الخاصة بالمخيم ان أعدادهم تتجاوز ٤٨٠ طفلأ من بين ١٣٠ عائلة موجودة فعليا في المخيم .
وكانت المفوضية عللت في وقت سابق سبب أزمة السيول في الجانبين الأيمن والأيسر من الموصل “إلى أن شبكة تصريف المجاري للمياة في مدينة الموصل قديمة ولاتستوعب كميات كبيرة من مياه الأمطار وهذا يعود الى قلة الدعم الحكومي إلى مديرية مجاري نينوى والتي هي بحاجة الى الآليات والمعدات خاصة.لترميم وإعادة تأهيل شبكة المجاري في المدينة”.
https://www.facebook.com/ihchr/videos/1007902632726282/?__xts__%5B0%5D=68.ARBtUDG9fcOeHY_1oF4u_DvL237gqTFeqFTmbNgZWUnHIBhKfXn588-KCJbsfv2zY81KZ9s-lfh8XYhuzwiEPLU76Mlj05TovdoyeD2Q64_iAiEOp_nTqHW2GdaSz8lLlNHiB9TKkz2Qdk9Xp-QilVEzx2Yahz0B5e055FpVWFoPfgLKrxswP9RI0XjFGggsoOlWihGDo0-M1YlADM3MOU03w9xLkIXWfqN81JVj855roFPeTu33xeuK2izZMiid-UYAFEis4LjCwpVLyxJ_6gn1h-Gv3x048Re5z6FTvaZ0RLhKUlU6meKj02xy4pvDNHj2ePM4PTJOLFnYlB1fH7PqnDAI1zNWH4sXdw&__tn__=-R
عائلات محاصرة
وفي سياق متصل طالب عضو لجنه العمل والهجرة البرلمانية رعد الدهلكي، اليوم، رئيس الوزراء عادل عبد المهدي للايعاز الفوري الى القوات المسلحة والجهات المختصة للتحرك بشكل عاجل وانقاذ مئات العوائل المحاصرة بسبب السيول في مخيمي ديبكة ونمرود في نينوى وإقليم كردستان.
وقال الدهلكي في بيان، إن “هناك أكثر من 184 خيمة للنازحين في مخيم نمرود باقليم كردستان إضافة إلى أكثر من 500 خيمة في مخيم ديبكة بمحافظة نينوى وكل منها يضم عوائل مابين خمسة الى عشرة أفراد دمرت خيمهم بسبب السيول وهم محاصرين ومنقطعين عن باقي المناطق وبوضع مأساوي يهدد حياتهم بحال عدم انقاذهم باسرع وقت”.
وأضاف الدهلكي، أن “فرق الانقاذ التابعة للهلال الاحمر وفرق وزارة الهجرة تعمل مشكورة وبجهد استثنائي على محاولة مد يد العون لتلك العوائل لكن حجم الكارثة أكبر من إمكانيات تلك الفرق، بالتالي فإن الوضع بحاجة الى إيعاز فوري من رئيس الوزراء للقوات المسلحة وطيران الجيش وباقي الجهات المعنية للتحرك الفوري وانقاذ تلك العوائل المحاصرة قبل فوات الأوان”.
كما أفادت تقارير بانهيار 20 منزلا في منطقة حمام العليل، ونحو 200 خيمة للنازحين في منطقة القيارة بنينوى، جراء الأمطار الغزيرة .
https://twitter.com/Newsofiraq/status/1070700386883911682
وفي هذه الأثناء يتواصل انهمار الأمطار بشكل غزير في مدينة المـوصل، فيما قالت تقارير إن هناك وفيات.
وأعلن اليوم في بغداد عن تشكيل لجنة تقصي حقائق بمحافظة نينوى وانتخب النائب أسامة النجيفي رئيسا للجنة التي من المقرر أن تعمل على “معالجة الأزمات والمشاكل المتراكمة بما يخدم مواطني محافظة نينوى جميعا”.
وبفعل الحرب العنيفة في الموصل والأعمال الإنتقامية المتورط فيها مليشيات منضوية في الحشد الشعبي دمرت أحياء بأكملها خاصة في الجزء الغربي من المدينة العراقية.
وخلال العام الماضي، شهد مركز المدينة التي تضم مئات آلاف المدنيين، اشتباكات عنيفة طوال 9 أشهر بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم “داعش”، قبل أن يعلن رئيس وزراء العراق حيدر العبادي في يوليو/تموز 2017 استعادة الموصل.
يشار الي أن العراق في حاجة الي ما يقدر بـ 100 مليار دولار لإعادة إعمار المناطق المتضررة بفعل ما خلفته الحرب مؤخرا علي التنظيم، خاصة في الموصل بعد أن تمكنت القوات العراقية والمليشيات المتحالفة معها من إستعادة السيطرة عليها من تنظيم “داعش” مؤخراً.
وتسبب الدمار الذي لحق بأحياء كاملة في مدينة الموصل العراقيىة، في منع نحو ربع مليون عراقي من العودة الي ديارهم وربما لوقت طويل، بعد الحرب التي دارت في شرق وغرب المدينة لإخراج تنظيم الدولية الإسلامية (داعش) منها.
وبحسب تقارير حقوقية لا يستطيع العراقيين المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” الحصول على التصريحات الأمنية المطلوبة للعودة إلى مناطقهم أو استخراج بطاقات هوية ووثائق ثبوتية أخرى.