طوبى لرجل بقي به حبل الإسلام موصولاً ولو كان وحده، ذائداً عن حياضه، عاملاً بحقوقه، ولو لم يبق منه إلا عرق أو مفصل حي لرد به عن دينه.
أبو محجن الثقفي رجل سجن في الخمر وسوق الجهاد هناك معقودة؛ فناح كالثكلى لتخلفه عنها لتطلقه امرأة سعد من قيده؛ فيكر كراً لا مثيل له حتى يعجب منه سعد فيقول قولته الشهيرة.
أبو محجن أكد بفعلته تلك على المسئولية الفردية لكل مسلم تجاه دينه؛ براَ كان أم فاجراً، طائعاً أو عاصياً، دينك دينك لحمك دمك، وما عليك ملام أن تفديه ولو أن تطاير بشلوك العقبان والرُخُمُ.
وبالأمس القريب ينقض نسر فلسطيني ترعرع في سوريا؛ على متطرف صليبي يبتغي حرق كتاب الله المجيد، فيعيد للأذهان ذكرى الحلبي بطل الشام وذباح كليبر الدعي ابن الدعي.
وقبله شاب مصري يرفع علم فلسطين فتعتقله عصابة الحجاج وجند ابن مرجانة، ليرتفع هتاف نسيناه أو كدنا من حناجر الآلاف لفلسطين تفديها الروح والدم!!
تصرفات قد تبدو صغيرة لكنها تسر والله عين ناظرة، وترهب أعداء الله وتخوفهم من حياة في أمتنا مازالت تدب هناك تحت قصف الطائرات، ورجم الأفكار المشبوهة وما تراكم تحتها من الشبهات أو بين زحام الشهوات.
- د. خالد سعيد يكتب: أدمها حِمَامَ الموتِ ترمي به العدا - يونيو 16, 2023
- د. خالد سعيد يكتب: حين كادت دولة الرفاه أن تقف ضد صانعيها - يونيو 14, 2023
- د. خالد سعيد يكتب: «رصيد الستر» من مخترعات الإنترنت - يونيو 3, 2023