بدأت في العاصمة العراقية بغداد مظاهرات ضخمة دعا إليها المحتجون المناهضون للحكومة، في يوم الاحتفال بذكرى إعلان البلاد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.
وعززت السلطات العراقية إجراءات الأمن في العاصمة تأهبا للاحتجاجات، التي حذرت منها بعض الفصائل.
إذ قال قيس الخزعلي، الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، التي تعد فصيلا بارزا في قوات الحشد الشعبي، في مقطع فيديو نشر على موقع تويتر، متحدثا عن احتجاجات الثلاثاء: “هناك تخطيط مخابراتي، من جهات متعددة، تريد الشر بهذا البلد، وتريد أن تستثمر هذه الأحداث لإحداث الفوضى في محافظة بغداد”.
وأضاف الخزعلي أن أحداث اليوم تهدف إلى إيقاع “أكبر عدد ممكن من القتلى والجرحى” في بغداد.
ونشرت السفارة الأمريكية في بغداد الاثنين تحذيرا لرعاياها في العراق من الاقتراب من مناطق الاحتجاجات الثلاثاء. كما نصحت الأمريكيين من قبل بعدم السفر إلى العراق.
وقالت السفارة في بيانها إنها تتوقع أن يزداد حجم المظاهرات، خاصة أن اليوم يتزامن مع الاحتفال بالذكرى السنوية لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية وهو يوم عطلة في البلاد.
وحث الرئيس العراقي، برهم صالح، قوات الأمن على “حماية النشطاء من الخطف، وأعمال الترهيب، التي تنفذها عصابات إجرامية”.
وأمر رئيس الوزراء المؤقت، عادل عبد المهدي، وهو أيضا القائد العام للقوات المسلحة، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية عن متحدث باسمه، قوات الحشد الشعبي بعدم التدخل في المسائل الأمنية، وسط اتهامات لها بأن أتباعها مسؤولون عن مهاجمة محتجين في العاصمة العراقية.
وأفادت تقارير بأن عبد المهدي أمر الحشد أيضا بسحب قواته جميعا وإخلاء مقاره في بغداد.
بدء التحقيق في قتل فاهم الطائي
وبدأت الشرط العراقية تحقيقا في قتل الناشط البارز، فاهم الطائي، بعد ورود تقارير تفيد باستهداف هجمات للمحتجين المناهضين للحكومة.
ونقلت وسائل إعلام عراقية عن شرطة كربلاء، التي قتل فيها الطائي، قولها إنها فتحت تحقيقا بعد ساعات فقط من قتل الطائي، وإنها ستقدم الجناة إلى العدالة.
وأضاف بيان الشرطة أنه “من المستحيل على شرطة كربلاء أن تدع دمه الطاهر يهدر هباء”.
وكان فاهم الطائي، البالغ 53 عاما، مشاركا بارزا في الاحتجاجات المتواصلة على الحكومة منذ شهرين، والتي قتل فيها أكثر من 460 محتجا، وأصيب أكثر من 17000 شخصا بجروح.
واحتشد عراقيون الاثنين لتشييع جثمانه، بعد قتله على أيدي مجهولين أطلقوا النار عليه من سيارة كانوا يقودونها، في مدينة كربلاء وهو في طريق عودته إلى منزله بعد احتجاجات الأحد.
ويسعى المتظاهرون إلى العودة إلى بغداد ومواصلة الاحتجاجات بعد الهجوم الذي تعرضوا له في العاصمة وقتل فيه 22 محتجا، وثلاثة من أفراد الشرطة، مما أشعل الغضب في أرجاء البلاد.
وقال مسؤولون عراقيون إن عدد القتلى ارتفع إلى 25 شخصا، بعد هجمات من قبل مسلحين مجهولين استهدفوا المحتجين في المظاهرات المناهضة للحكومة، بالقرب من مخيم المحتجين الرئيسي في بغداد.
وأصيب أكثر من 130 شخصا آخر، بطلقات نارية وطعن بالسكاكين قرب ساحة التحرير مساء الجمعة.
وكان هذا أكثر الهجمات عنفا على مدى أسابيع، وقد وقع بعد أسبوع من موافقة البرلمان على استقالة رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، بعد شهرين من احتجاجات ضخمة طالبت بتنحيه، ورحيل النظام برمته.
وقال الرئيس العراقي، برهم صالح إن رئيس الوزراء الجديد سوف يختار بناء على الدستور، خلال أقل من أسبوع، وهي الفترة المتبقية من الموعد النهائي.
وقد اجتاحت بغداد، ومدن الجنوب العراقي، مسيرات احتجاج على الفساد، وسوء الخدمات العامة، والبطالة. وطالب المتظاهرون بتغيير النظام السياسي كله، الذي تولى السلطة بعد الغزو الأمريكي للبلاد في 2003، عندما قسمت السلطة بين الطوائف الدينية والجماعات العرقية.