الكبر من أكبر مداخل الشيطان لنفس الإنسان فاحذر أخي من هذا الخلق الذميم فإنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر.
والتكَبُّر و الاسْتكْبارُ التعظم أي الشعور بالعظمة والتميز.
وفي الحديث (الكبر بطر الحق وغمط الناس) أي عدم قبول الحق واحتقار الناس.
وأنت أخي المحترم يجب ألا تتكبر على خلق الله تعالى لا بقوتك ولا بشكلك ولا بمالك ولا بلبسك فكل ذلك عارية مستردة ونعمة توجب الشكر لا التكبر بها.
ولقد ضاع هذا المعنى العظيم من عقول وقلوب الشباب مع كثير الأسف فاغتروا بقوتهم وتباهوا بملابسهم وتكبروا بعقولهم وكأن من سبقهم حرموا تلك العقول أو هذه الملابس مع أن الملابس في ذاتها ليست حراما فالله تعالى جميل يحب الجمال لكن الحرام هو الكبر بها.
والعاقل من الناس من يدرك أن الأيام دول بين الناس ولو دامت لغيرك ما وصلت إليك وشبابك أخي مرحلة سرعان ما تنصرم فإياك أن تستكبر بها على خلق الله تعالى وإلا ابتلاك الله تعالى بمن يتكبر عليك حال شيبك وضعفك وحاجتك وأما إن أكرمت الكبير ورحمت الصغير فلا أشك لحظة بأن الله تعالى سيقيض لك من يكرمك عند كبرك.
وليس من الكبر الاعتناء بالجمال ما دام لم يتخطى حد الاعتدال من غير سرف ولا احتقار لمن هم دونك.
قال تعالى: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون} الأعراف آية: 32.
عن عمر: إذا وسع الله عليكم فأوسعوا وروي عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب شيخ مالك رضي الله عنهم أنه كان يلبس كساء خز بخمسين دينارا، يلبسه في الشتاء، فإذا كان في الصيف تصدق به، أو باعه فتصدق بثمنه، وكان يلبس في الصيف ثوبين ممشقين ويقول: “قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق”.
وهو كذلك فقد دلت آية (خذوا زينتك عند كل مسجد) الأعراف (31)
على لباس الرفيع من الثياب، والتجمل بها في الجمع والأعياد، وعند لقاء الناس ومزاورة الإخوان. قال أبو العالية: كان المسلمون إذا تزاوروا تجملوا. وفي صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب أنه رأى حلة سيراء تباع عند باب المسجد، فقال: يا رسول الله، لو اشتريتها ليوم الجمعة وللوفود إذا قدموا عليك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما يلبس هذا من لا خلاق له في الآخرة).
فما أنكر عليه ذكر التجمل، وإنما أنكر عليه كونها سيراء.
والسَّيراء : نوع من البُرُود يخُالطه حرير سمى سِيَراء لتخطيط فيه ومعلوم أن الحرير محرم على الرجال.
قال خالد بن شوذب: شهدت الحسن وأتاه فرقد، فأخذه الحسن بكسائه فمده إليه وقال: يا فريقد، يا ابن أم فريقد، إن البر ليس في هذا الكساء، إنما البر ما وقر في الصدر وصدقه العمل. .
وفرقد السبخي شاب كان يحب اللبس الغالي وقد رآه الحسن معتزلا طعام قوم تكبرا فأمسك بردائه الذي يتعالى به وقال له هذا.
وفي رواية دعي الحسن وفرقد السبخي إلى وليمة فقرب إليهما ألوان الطعام فاعتزل فرقد ولم يأكل فقال الحسن مالك مالك يا فريقد أترى أن لك فضلا على إخوانك بكسيك هذا لقد بلغني أن عامة أهل النار أصحاب الاكسية) أي الذين تكبروا بأكسيتهم أي ملابسهم.
- فرنسا مستعدة لطي صفحة فرنجية.. ولكن - يونيو 24, 2023
- الرئيس أردوغان وكلمة عن خطاب الكراهية والغطرسة والنفاق - يونيو 21, 2023
- د. ياسر عبد التواب يكتب: ما لا يتم الواجب إلا به.. في الدعوة والإعلام - يونيو 21, 2023