ماتزال، في اليوم الـ28 للاحتجاجات اللبنانية، بعض الطرقات مغلقة تماما في مختلف المناطق، التزامًا بالدعوة للاضراب العام، احتجاجًا على كلمة ألقاها الرئيس ميشال عون، قبل يوم.
وفجرت مقابلة تلفزيونية جرت، الثلاثاء، مع عون، في قصر بعبدا الرئاسي، غضب المحتجين ممن رأوا أن حديث الرئيس “استفزازي”، وحمل مواقف تستهتر بانتفاضتهم، ومن ذلك “دعوته من لم يعجبه الحال إلى الهجرة من البلد”.
ووفق مراسل الأناضول، يستمر إقفال الطرقات في مختلف أحياء العاصمة بيروت.
فيما حدثت مناوشات في منطقة جل الديب شمال بيروت، تخللها تراشق بالحجارة بين المتظاهرين وبعض الأشخاص الرافضين لإقفال الطرقات إثر محاولة فتحها، ما أدى إلى سقوطِ عدد من الجرحى (لم يتحدد بعد) وتكسير عدد من السيارات نتيجة التدافع والمواجهات.
من جهة أخرى، نفذ متظاهرون تحركًا على الطريق المؤدي إلى القصر الجمهوري (القصر الرائسي) شرق بيروت، حيث تم قطع السير على الطريق المؤدي إلى القصر احتجاجًا على كلمة عون.
وفي شمالي لبنان، يستمر إقفال الطرقات في جميع المحافظات والأقضية، وخاصة في مدينة طرابلس حيث قطعت جميع الطرقات الداخلية.
أما في صيدا (جنوب)، فتجمّع آلاف في إحدى ساحات المدينة، مرددين هتافات رافضة لمقابلة عون.
وبحسب مراسل الأناضول، شهدت جميع الساحات ونقاط التجمع على الطرقات المقطوعة في مختلف مناطق البلاد وقفات حداد ترحما على روح علاء أبو فخر، الذي قتل مساء الثلاثاء، برصاص عسكري على طريق جنوب بيروت.
وقال المواطن جيري غزال، في تغريدة عبر “تويتر”، متوجها للسياسيين، إن “كل نقطة دم نزلت من علاء تعادل هي وعلى الأرض أعلى مناصبكم وكراسيكم وثرواتكم كلّا (كلها) مجموعة”.
وأضاف أن “كل واحد من السياسيين ما يزال موجودا على كرسيه دم هذا البطل برقبته”.
من جانبه، استهل رئيس مجلس النواب (البرلمان) نبيه بري، لقاء الأربعاء النيابي في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ببيروت، بتقديم التعازي لأسرة الشهيد علاء أبو فخر.
ووفق بيان تلقت الأناضول نسخة منه، قال بري أمام النواب، إن “الأمن يجب أن تكون له الأولوية على كل شيء، رغم أحقية معظم مطالب الحراك الحقيقي، فالمطلوب المحافظة على الانتظام العام في المؤسسات التربوية والصحية والاجتماعية، وصون السلم الأهلي والوحدة الوطنية”.
واعتبر بري، أن “المرحلة الراهنة تستدعي تحملّ المسؤولية من الجميع لانتشال الوطن من قعر هاوية إن حصلت لن يسلم من تداعياتها أحد على الإطلاق”.
ويشهد لبنان انتفاضة شعبية منذ 17 أكتوبر الماضي، بعد قرار الحكومة المستقيلة تضمين موازنة 2020 بضرائب ورسوم جديدة.