انطلقت الانتخابات الرئاسية في الجزائر اليوم الخميس وتشهد معظم المدن الكبرى حالة تأهب قصوى تحسبا لتجدد الاحتجاجات المناهضة للعملية الانتخابية.

وفوجئ المسافرون بإغلاق أربع محطات لمترو الأنفاق في العاصمة دون سابق إنذار أمس الأربعاء، في الوقت الذي انتشرت فيه قوات الأمن وسط المدينة.

وفي غضون ذلك، قضت محكمة جزائرية بسجن الرسام الكاريكاتوري، عبد الحميد أمين، المعروف بلقب نيم، ثلاثة أشهر نافذة وتسعة أشهر إضافية مع تأجيل التنفيذ.

ووجهت لنيم، الذي اعتقل نهاية الشهر الماضي، تهم إهانة النظام والإساءة لرئيس الدولة ونشر رسوم من شأنها المساس بالأمن القومي.

وكانت منظمة العفو الدولية قد لفتت الانتباه إلى أنه باقتراب موعد الانتخابات، صعدت السلطات الجزائرية ما وصفته بالحملة القمعية التي تستهدف ناشطين مناهضين للعملية الانتخابية.

وطالب الرئيس الجزائري المؤقت، “عبدالقادر بن صالح”، الأربعاء، الجزائريين بأن يتحملوا مسؤولياتهم من خلال التوجه غدا إلى صناديق الاقتراع، ليختاروا بكل حرية ووعي المترشح والبرنامج الذي يتناسب مع قناعاتهم.

واعتبر “بن صالح” أن عملية اختيار المرشح المناسب تأتي للخروج ببلادنا من هذه الأوضاع التي لا مصلحة للجزائري في استمرارها.

وأضاف “بن صالح”، خلال كلمة ألقاها بمجلس الوزراء المنعقد عشية الانتخابات الرئاسية، أن هذا الإنجاز يؤكد بلا ريب أن الدولة رغم محاولات التشكيك واختلاق العقبات، قد أوفت بالتزاماتها.

واعتبر أن مؤسسات الدولة “لم تحد عن مسعاها الصادق لتمكين الشعب من اختيار رئيس للجمهورية بكل حرية وسيادة”.

وعبر “بن صالح” عن اعتزازه بالتفاف الجزائريين حول هذا المسعى مما يجسد نضجه السياسي، وعمق وعيه بجسامة التحديات على الصعيدين الداخلي والإقليمي.

وبعد تسعة أشهر من الاحتجاجات ضد السلطة، الجزائريون مدعوون للتصويت، اليوم الخميس، في انتخابات رئاسية يرفضها المتظاهرون الذين ينظرون إلى الاقتراع على أنه وسيلة لتجديد نظام “بوتفليقة”.

ولم يتم نشر أي استطلاعات للرأي، لكن المراقبين يتوقعون امتناعا واسعا عن التصويت في بلد عرف بتدني نسبة المشاركة في ظل نظام سياسي لم يتغير منذ عقود

وبدت مراكز الاقتراع خارج البلاد، المفتوحة منذ يوم السبت، شبه خالية فيما كان القليل من الناخبين هدفا لهتافات مهينة من معارضي الانتخابات