- حاتم السيد مصيلحي يكتب: الولاية العظمى في مجتمعاتنا العربية - أبريل 18, 2019
- حاتم السيد مصيلحي يكتب: الإنسان ومحنة الاختيار - أبريل 13, 2019
- حاتم السيد مصيلحي يكتب: من هنا نبدأ .. - نوفمبر 27, 2018
الاختيار أمر غاية في الصعوبة، لما يخلفه من آثار إيجابية أو سلبية، وعد الاختيار أمانة تحملها الإنسان دون إدراك مخاطره، فقال سبحانه: (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) سورة الأحزاب الآية : 72.
وقد هيأ الله للإنسان أدوات الاختيار بين ما هو عقلي وقلبي ونفسي ومكتسب، فقال سبحانه: (وهديناه النجدين) سورة البلد: الآية: 10، وقوله: (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها) سورة الشمس: الآية: 7، وقوله صلى الله عليه وسلم:(استفت قلبك وإن أفتوك وإن أفتوك… فالبر ما اطمأنت إليه النفس، والإثم ما حاك في الصدر)، وأول محنة وأصعبها العقيدة، لذا أرسل الله الأنبياء والرسل لهداية الناس وتبليغهم رسالاته ثم قال سبحانه: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) سورة الكهف: الآية: 29 ومن ثم كانت البذرة الأولى لمعضلة الاختيار بين الخير والشر بما يحمله الإنسان من نوازع وفلسفات، والحلال والحرام بما يعتقده ويعتنقه الإنسان من فكر ودين، ويبث ذلك في دخيلة الإنسان ونفسه، فتكون ذا تأثير قوي على نفسه، وما نبت عنها من ضمير يأتم بتلك النفس، وما يسلكه الإنسان وما يأتيه من أفعال محصلة عن تلك البواطن الخفية.
ولأن الله يعلم مدى ضعف الإنسان بما يحمله في نفسه من شهوات ومغريات توقعه في الذنب أو المعصية، فجعل التوبة سبيلا للرجوع عنها، وجعل بابها مفتوحا بالليل ليتوب مسيء النهار، ومفتوحا بالنهار ليتوب مسيء الليل، ومغفرة الله ورحمته وسعت كل شيء، إلا أن يشرك به، إذن المحنة لازمتها منحة لطف الله ورحمته بعباده.