كشف مسؤول حكومي لـ (الخليج الجديد) عن إجراء تحقيقات سرية داخل وزارة الخارجية المصرية، بشأن الوثيقة المسربة التي نشرتها (الجزيرة) حول الدعم المقدم للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر.

الموقع نقل عن المصدر المطلع، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، قوله إن التحقيقات طالت 7 من مسؤولي وموظفي الخارجية، وربما تطال آخرين.

المصدر الحكومي أضاف أن أجهزة سيادية أعربت عن مخاوفها من وجود اختراق أمني داخل أروقة الخارجية، يسمح بتسريب معلومات حساسة، عن دور مصر في دعم قوات حفتر.

قبل أيام، كشف برنامج (المسافة صفر) عبر شاشة قناة الجزيرة، وثيقيتين، الأولى من الخارجية المصرية بتاريخ 26 مايو/أيار 2017، وتكشف اعتماد حفتر على فصائل سودانية.

الوثيقة كشفت أيضًا على لسان وزير الخارجية التشادي آنذاك إبراهيم حسين طه أن هذه الفصائل قد تكون نقلت بعض الآليات العسكرية سرًا من الجنوب الليبي إلى مناطق سودانية.

الوثيقة الثانية المسربة من داخل المخابرات الحربية المصرية، وتكشف عن تدريب عسكري لعناصر من قوات حفتر تحت إشراف روسي في معسكر للمشاة بمدينة السلوم المصرية.

حشد من الآليات:

بعد شن حفتر هجومه على طرابلس، في أبريل /نيسان الماضي، رصدت الأقمار الاصطناعية في يوم 23 من الشهر ذاته، حشدًا كبيرا لآليات عسكرية في معسكر قريب من مدينة “السلوم” المصرية، المعبر الرئيسي إلى شرقي ليبيا.

كشف البرنامج كذلك عن رصد طائرة من طراز (سي-130) تابعة للقوات الجوية المصرية ومخصصة للنقل العسكري والدعم اللوجيستي والخدمات الاستخباراتية، أثناء مغادرتها الأجواء الليبية يوم 18 يونيو/حزيران الماضي، ويبدو أنها كانت قادمة من قاعدة (تمنهنت) العسكرية التابعة لقوات حفتر.

حفتر والهجوم على طرابلس:

تواصل قوات اللواء المتقاعد حفتر منذ الرابع من نيسان/أبريل هجوما للسيطرة على طرابلس حيث مقر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا برئاسة فائز السراج.

تسببت المعارك منذ اندلاعها بسقوط 739 قتيلًا على الأقل وإصابة أكثر من 4 آلاف بجروح، فيما وصل عدد النازحين إلى 94 ألف شخص، بحسب وكالات الأمم المتحدة.

أيضًا أدى هجوم حفتر في إحباط خطط قادتها الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في ليبيا بعد سنوات من الصراع الذي قسم البلاد وتسبب في تراجع مستويات المعيشة.

يقول حفتر وداعموه إنهم يحاولون تحرير العاصمة من الفصائل المسؤولة عن زعزعة الاستقرار في ليبيا منذ سقوط معمر القذافي في انتفاضة ساندها حلف شمال الأطلسي عام 2011.

أما المنتقدون للواء المتقاعد خليفة حفتر، فيتهمونه بمحاولة الاستيلاء على السلطة بواسطة القوة وتعميق صراع بين الفصائل المتمركزة في شرق وغرب ليبيا.