وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني

يبدو أن العلاقات بين الدوحة والرياض على وشك أن تعود من جديد بعد أكثر من عامين على الفجوة التي حدثت بينهما عقب فرض حصارًا اقتصاديًا على الأولى من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر في 2017.

تصريحات وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الساعات القليلة الماضية، أكد خلالها عن وجود تغيرات وصفها بـ«الطفيفة» في العلاقات مع الرياض.

وزير الخارجية القطري، قال لشبكة «سي إن إن»، الأمريكية، اليوم الاثنين، إن المحادثات مع الرياض في الفترة الأخيرة كسرت حالة الجمود التي استمرت لأكثر من عامين مع الرياض.

وأوضح أن المباحثات بين البلدين ما زالت في مرحلة مبكرة للغاية بشأن حل الأزمة، وأن ما حدث في العامين ونصف الماضيين كان كثيرًا، لذلك فالطرفين بحاجة إلى بعض الوقت لإعادة بناء الثقة من جديد.

وحول مطالب الدول الخليجية لحل الأزمة، كإغلاق قناة الجزيرة، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية لديها، وخفض العلاقات مع إيران، وقطع الاتصال مع جماعة الإخوان المسلمين، أوضح أن «الدوحة تريد فهم الشكاوى، ودراستها وتقييمها، وبحث الحلول التي يمكن أن تحميها في المستقبل من أي أزمة أخرى محتملة».

وأضاف أن بلاده مستعدة لمناقشة أي شيء باستثناء الأمور التي تؤثر على سيادتها أو تتدخل في شؤونها الداخلية أو سياستها الخارجية، ما اعتبره البعض بمثابة «خطوط حمراء» توجهها الدوحة للدول التي أعلنت مقاطعتها سابقًا.

ولفت وزير الخارجية القطري، أن بلاده لن تُدير ظهرها للدول التي وقفت معها وقت الأزمة وساعدتها في تخطي عواقب المقاطعة خاصة تركيا، إلى جانب إيران، وأضاف قائلًا: «أي  دولة فتحت لنا أبوابها وساعدتنا خلال الأزمة، سنبقى ممتنين لها».

وبشأن سؤاله حول تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، يُفيد بأن الدوحة ستقطع علاقتها بالإخوان كبادرة لحل الخلاف قريبًا، رد قائلًا: «قبل كل شئ نحن دولة ولسنا حزبًا سياسيًا، وقطر لم تدعم قط الإخوان المسلمين ولم تربطها علاقة مباشرة بالإخوان كحزب سياسي، لكن طالما أنهم جزء من حكومات منتخبة فعليهم أن يتعاملوا مع هذه الحكومات ومع العاملين فيها».

وأضاف: «يجب أن تُسأل الشعوب في مصر وتونس لماذا قامت بانتخاب الإخوان ولم يختاروا جهة أخرى»، وتابع: «نحن نؤمن في قطر أن من غير الممكن أن نُملي على الشعوب ما يختاروه إذا ما أردنا حقا مساعدة الدول والشعوب».

وتعود الخلافات بين البلدين إلى أكثر من عامين ونصف، حين أعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، مقاطعة قطر اقتصاديًا ودبلوماسيًا، مُتهمين إياها بدعم «الإرهاب»، وهو ما نفته الأخيره مؤكدة أن جيرانها يسعون للنيل من سيادتها.

اقرأ أيضًا: غليان في أبوظبي وتحذيرات لقطر من «فخ المصالحة»!