قال وزير العدل في جامبيا أبو بكر تامبادو اليوم الاثنين إن بلاده رفعت دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة ضد ميانمار تتهمها فيها بارتكاب إبادة جماعية بحق أقلية الروهينجا المسلمة.
ومحكمة العدل الدولية هي أعلى جهة قضائية تابعة للأمم المتحدة وتفصل في النزاعات بين الدول.
ووقعت كل من جامبيا وميانمار على اتفاقية (منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها) التي تعود لعام 1948 والتي لا تمنع فقط الدول من ارتكاب الإبادة الجماعية لكن تفرض أيضا على جميع الدول الموقعة منع ومعاقبة منفذ هذه الجريمة.
دعت الأمم المتحدة، الإثنين، ميانمار وجميع أطراف الصراع في إقليم “أراكان” (غرب)، إلى “الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وضمان حماية المدنيين، وتيسير الوصول إلى المحتاجين في الوقت المناسب”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده فرحان حق، نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك.
وشهد إقليم أراكان، خلال الأيام القليلة الماضية، تصعيدًا كبيرًا بين جيش ميانمار وجماعة “إنقاذ روهنغيا أراكان”.
وقال المسؤول الأممي: “يخبرنا زملاؤنا في المجال الإنساني أنهم قلقون للغاية من تأثير القتال المتصاعد في ولاية راخين (أراكان) في ميانمار”.
وأضاف أن “المدينيين وقعوا، بالأيام الأخيرة، في تصاعد القتال بين جيش ميانمار وجيش إنقاذ أراكان، في بلدة راتشاوندونغ، في ظل ورود أنباء عن انتهاكات لحقوق الإنسان”.
وأردف قائلا: “مازال حوالي 32 ألف شخص مشردين في ولايتي راخين وتشين (غرب)، بالإضافة إلى 128 ألف شخص من النازحين داخليا – معظمهم من الروهنغيا الذين ما زالوا في مخيمات بولاية راخين منذ أكثر من 7 سنوات”.
ولفت المسؤول الأممي إلى أنّ “انعدام الأمن والقيود المفروضة على الوصول عبر معظم ولاية راخين، يعرقل المنظمات الإنسانية من تقييم احتياجات الأشخاص المتضررين”.
وتابع: “أعربت المبعوثة الخاصة للأمين العام، كريستين شرانر بورغنر، مرارًا وتكرارًا عن قلقها بشأن كيفية تفاقم الاشتباكات بين جيش إنقاذ أراكان وجيش ميانمار، بسبب الوضع غير المستقر في راخين، إحدى أفقر المناطق في البلاد”.
وأوضح أن “خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لهذا العام تسعى إلى الحصول على 214.4 مليون دولار، لمساعدة حوالي مليون شخص محتاج في ميانمار، مشيرا أن تمويل الخطة بلغ 78.5 في المائة حتى الآن.
و”جيش إنقاذ روهنغيا أراكان”، جماعة تأسست في 2012، عقب عمليات بطش شنها بوذيون ضد مسلمي الروهنغيا بدعم من القوات المسلحة في ميانمار، ما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد عشرات الآلاف من مسلمي الروهنغيا في أراكان.
وتقول الجماعة إنها تدافع عن حقوق مسلمي الروهنغيا في الإقليم، بينما تصنفها السلطات جماعة إرهابية.
ومنذ 25 أغسطس/ آب 2017، تشن القوات المسلحة في ميانمار ومليشيات بوذية حملة عسكرية ومجازر وحشية ضد الروهنغيا في أراكان.
وأسفرت الجرائم المستمرة منذ ذلك الحين عن مقتل آلاف الروهنغيين، بحسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلا عن لجوء قرابة مليون إلى بنغلادش، وفق الأمم المتحدة.