د. أحمد زكريا

كمْ خلق الله تعالى من الإنس والجن؟!

بل السماء مع سِعَتها ليس فيها مَوضع شِبْرٍ إلا ومَلَكٌ راكع أو ساجد، كما في الحديث الصحيح.

والبيت الـمَعْمُور في السماء يدخله كُلّ يومٍ سبعون ألفا مَلَكٍ لا يرجعون إليه أبدًا.

فمن يحصرهم؟! .. بل من يَعدّهم؟!

الذي خلقهم

(لقد أَحْصَاهُم وعَدَّهُم عَدًّا).

سبحانك ربّنا ما أعظمك!

قال البقاعي ـ رحمه الله ـ :

ولما كان من الـمُسْتَبعد معرفة الخَلائق كُلهم، أتْبَعه بقوله: (لقد أحصاهم وعَدَّهم) ولما كان ذلك لا يكاد يُصدق، أكده بالمصدر فقال: (عداً)

[نظم الدرر(4/559)]

قال ابن سعدي ـ رحمه الله ـ :

أحاط علمه بالخلائق كلهم، أهل السماوات والأرض، وأحصاهم وأحصى أعمالهم، فلا يضل ولا ينسى، ولا تخفى عليه خافية. [التفسير (501)]

وقال بشر بن الحارث الحَافي ـ رحمه الله ـ :

لو يفكر الناس في عظمة الله لما عَصوا الله.

[التفسير لابن رجب(2/124)]

قال تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ).

من د. أحمد زكريا

كاتب وباحث