كتب: علي عليوه
تحت رعاية الدكتور علاء عبد الهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، أقامت لجنة الترجمة بالاتحاد برئاسة الدكتور أحمد الحسيسي ندوتها الشهرية بعنوان «تعريب وترجمة العلوم».
تحدث فيها الدكتور حافظ شمس الدين عبد الوهاب، الأستاذ بكلية العلوم جامعة عين شمس وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
في البداية رحب الدكتور أحمد الحسيسي، بالضيف الكبير والسادة الحضور من مصر والسعودية واليمن والجزائر والسودان وسوريا، لافتا إلى أهمية الضيف ومكانته العلمية وأهمية الندوة.
من جانبه أكد الدكتور حافظ شمس الدين، في كلمته على أهمية اللغة العربية، وكيف أنها لغة علم وثقافة وحياة، وكيف أن مصر من أوائل الدول التي احتضنت اللغة العربية.
وأوضح أنه في بداية القرن السابع الميلادي عندما دخل العرب مصر كانت اللغة السائدة هي القبطية واليونانية والتي كانت تهيمن على جميع المصالح للبلاد حتى فتح العرب مصر.
أول كلية للطب تدرس باللغة العربية
وتابع حافظ شمس الدين قائلا:
وفي أوائل القرن السادس عشر الميلادي تحكم العثمانيون في أمور مصر وهمشت اللغة العربية وانتشرت التركية بعد مرور قرنين من الزمان وأزيحت اللغة القبطية واليونانية.
وبعد استقرار الأمور في البلاد في عهد محمد علي باشا الذي كان بالرغم من أنه لم يكن مصرياً لكنه كان محبا لمصر، وأهتم بالتعليم الجامعي وأنشأ أول كلية لتعليم الطب باللغة العربية وكانت في «أبو زعبل».
وأضاف الدكتور حافظ، بأنه في ذلك الوقت حضر العالم الطبيب الفرنسي كلوت بك ومعه أربعين من جهابذة الطب في فرنسا الذين لا يعرفون غير اللغة الفرنسية، وأحضر معهم قرابة الأربعين من الشباب الفرنسي الذين يُجيدون اللغة العربية واللغة الفرنسية.
وكانوا يُعيدون ما قاله الأستاذ الفرنسي، ومن هنا نشأت وظيفة المعيد في الجامعة لأنه كان يُعيد ما قاله الأستاذ الكبير في الدرس.
وبعد احتلال مصر من المستعمر البريطاني، أراد إزاحة اللغة العربية مره أخرى، وتم له ما أراد وأصبحت الدوائر الحكومية لا تتعامل إلا بلغة أجنبية سواء الفرنسية في المحاكم او الإنجليزية في باقي المؤسسات.
سعد زغلول يعيد للعربية مكانتها
وأشار د. حافظ إلى أن الأمور استقرت بمجيء الزعيم سعد زغلول باشا فأعاد للغة العربية الهيبة والمكانة بقرار دستوري، بأن تكون اللغة الرسمية هي اللغة العربية سواء في التدريس أو المعاملات أو الهيئات.
وتابع : بعد إنشاء الجامعة المصرية كان القانون ينص على أن تكون اللغة الرسمية للتدريس هي اللغة العربية، وفي بعض الحالات إذا اضطر ذلك تستثنى وتدرس باللغة الأجنبية.
ولكن للأسف نجد اليوم كليات الطب والصيدلة والعلوم والتمريض والحاسبات تُدرس باللغة الإنجليزية.
وما يجري خطأ ومن الضروري فكل دول العالم تدرس العلوم بلغتها القومية لذا من الضروري تعريب لغة التعليم في تلك الكليات فلن نستعيد دورنا الحضاري والعلمي علي مستوي العالم الا بلغتنا العربية.
لافتا إلى أن هناك جهود من علماء أفاضل من تلك الكليات تمكنوا من تعريب مصطلحات تلك العلوم وهي خطوة طيبة علي طريق تعريب التعليم بها.
خطورة تعليم الأطفال اللغات الأجنبية
وواصل د. حافظ قائلا: حتى التعليم الابتدائي والإعدادي سواء تجريبي أو أجنبي أصبح يبدأ باللغة الأجنبية، فيشُب الطفل عاجز عن تفهم اللغة العربية مقارنةً باللغة الأجنبية، ومن هنا بدأت تتكون جفوة ما بين الطفل ولغته العربية.
ثم تطورت هذه الجفوة إلى فجوة مع تعليم الطفل باللغة الأجنبية في المرحلة الأولى والثانية،
وهذا وضع يشكل خطورة علي اللغة العربية وعلي الأجيال القادمة فتعليم الطفل اللغة الأجنبية لا يكون إلا بعد إتقانه العربية.
ودعا إلي ضرورة تعريب لغة التعليم في الكليات العملية «الطب والهندسة والزراعة» وغيرهم لأنه لن تعود للأمة مكانتها الحضارية عالميا وتساهم في إنتاج العلوم وتطويرها إلا بلغتنا العربية.
وفى ختام اللقاء وجه الدكتور أحمد الحسيسي الشكر للدكتور حافظ على تلك المعلومات التي أوضحها سيادته عن اللغة العربية وبداياتها ومراحل تطورها في إطار تعريب وترجمة العلوم، وقام بتسليمه ميدالية الإتحاد وشهادة تقدير.