لكل عبد حال مع الله تعالى، فعبد حاله الانكسار بالمعصية، وعبد حاله الرجاء فيها، وعبد حاله الانتشاء بالطاعة لما يرى من عناية الله به فيها،

وعبد خاشع لله لما يجد من نقصه في النية والعمل، وعبد متأله قلبه لله رغم إخلاصه، وصلاح عبادته، وتوجس معصيته.

وعبد مشربه في السلوك بكري وآخر عمري وثالث علوي ورابع وخامس،

كما كان مشرب أبي بكر رضي الله عيسوي، ومشرب عمر موسوي، وأكمل من هؤلاء من كان مشربه محمدي نبوي.

وعبد عادة الله فيه العقوبة مع المعصية أو بعدها كأثر لها من شؤمها، وعبد عادة الله فيه الإمهال،

وعبد حكمة الله فيه الإغناء، وآخر الإفقار، وقوم تهزهم الأشواق، وناس تؤزهم البلايا والإملاق، كل قد علم صلاته وتسبيحه.

ومن روعة العقل وفقه الإيمان، أن يساير مشربه فلا يعانده، فهو سبيله إلى حقيقة الاتباع،

وأن يقف مع حاله فيفقه مراد الله منه فيه، وأن يوافق عادة الله في أمثاله فيعي دروسها وغاياتها.

فكم من عبد أغناه الله بعد فقر لسؤال قريب، فيذهل بالنعمة عن المنعم،

وكم من مبعد عن الله بالإمهال والستر، وكم من مقوم بالبلاء والمنع، وكم من مقرب بفتوح اللطائف والمنن القلبية دون الدنيوية.

من د. خالد سعيد

أحد أبناء الحركة الإسلامية - مصر