فكرة الاحتراز من المعصية عموماً طاعة لله واحترازاً من غضبه، بعد إذ علم العبد أنه سبحانه أخفى بعض رحمته في مراضيه، وضمن غضبه في معاصيه، وعدم الاغترار بستر الله حيناً طويلاً، فإنه يقول: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف:٩٩].

ولكنني أتحفظ على قصة «رصيد الستر» هذه التي شاعت أخيراً وانتشرت وفشت على وسائل التواصل، ولا أدري من أي بنك صرفت!

فلا دليل نقلي أو عقلي ولا حتى واقعي على هذا الكلام، وهو موكول إلى حكمة الله تعالى، وربما حدث كثيراً أن افتضح بعض الناس لأول مرة يقعون في معصية.

وبعض الناس عاش حياته في الفواحش وستره الله تعالى.

فالأمر لله يفعل ما يشاء، وإن قلنا أنه أرحم من أن يفضح صاحب فاحشة لأول مرة فهذا تأول على الله وتقول عليه بغير علم ولا بينة.

أفرأيت أن فضح عبداً لأول مرة، أفيكون ذلك منه قسوة، أم أننا افتتنا على مفهوم الرحمة ما ليس منه!

أفيكون منه ظلماً، أم أننا افترضنا في صفة العدل ما ليس منها!

أفيكون ذلك تهوراً، أم أننا اخترعنا في مفهوم الحكمة ما ليس لنا بحق!

أفرأيت إن فضح واحداً بعد خمس مرات، وآخر بعد عشر مرات، وثالث ورابع وخامس بعد مرات متفاوتات، فمن ظُلم منهم ومن أُنصف، وما معيار الستر، وما مقدار الرصيد اللازم لصرفه في بنوك الستر!

حاشا لله فلا تورطوا أنفسكم في افتراض أمور ليست في ديننا أو منسوبات تنسبونها إلى الله بغير علم.

من د. خالد سعيد

أحد أبناء الحركة الإسلامية - مصر