خرج المُحتل الصليبي من بلادنا بعد أن زرع الكيان الصهيوني في قلب وطننا العربي، ونصّب علينا حُكّاماً يعملون على تحقيق أهدافه من حماية الكيان، إلى محاربة أي فصيل إسلامي يعمل على استئناف الحياة وفق أحكام الشريعة الإسلامية..
جاء عبد الناصر،وكان زعيم الأُمّة العربية في زمنه دون منازع،فانهزم أمام العدوّ وتقهقر،
ودفع ثمن انهزامه المُتعمّد وزير دفاعه عبد الحكيم عامر،
الذي مات مسموماً.وكان كل من يتهم عبد الناصر بالخيانة والعمالة كان محل سُخرية واستهزاء،
إنه زعيم العروبة..!!
جاء السادات وشنّ حرب أكتوبر التي كانت محل اتفاق بينه وبين الصهاينة وأمريكا، فمنحوه نصراً ظاهريّاً،ثم أعقبه اعتراف بالكيان المُحتل، وبعض الامتيازات له في سيناء،
وكان الرئيس المؤمن الذي تمكّن من تحقيق نصرٍ مؤزّر.ومن كان يجرؤ على اتهامه بالخيانة.؟
وفي الوقت نفسه كان حافظ يحتفل بنصر تشرين، مع أنه انهزم أمام العدو عدة كيلومترات.. ومن كان يجرؤ على اتهامه بالخيانة والعمالة وبيع الجولان..؟
جاء الخميني وخدع أهل السُّنّة بإنشاء فيلق القدس،وكان بعض مشايخنا قد اعتبروه مجدد القرن، وقد ذهبت إليه جماهيرنا لمبايعته.
وكان هدفه تصدير ثورته إلى عالمنا العربي فقط.. هلك الخميني ولم يتحرّك فيلقه إلا لقتلنا في العراق وسورية..ومَنْ ينتقده كان يُتّهم في دينه..
جاء صدام وأعلن أنه يملك قوة كيمائية لحرق المحتل لفلسطين،
وكان كثير من المشايخ يصرّح بأنه يشم تحرير الأقصى عن طريق صدام..
ومن كان يجرؤ على اتهام صدام بالعمالة.؟ هلك صدام وبقي الأقصى بيد العدو..
جاء حزب إيران في لبنان، وكان يصرخ «لبيْك يا أقصى» وإذ به يقاتل كل الدنيا إلا في الأقصى،
ولم نعد نسمع منه هذا الصراخ بخصوص الأقصى.
ومن كان يتهمه بالخيانة كان يطعن بدينه..
جاء أردوغان ووضع خطوطاً حمْراً للأقصى، ويصرخ لدعم حماس، وفكّ الحصار عن محل سيطرتها.. ومن كان يتهمه بالنفاق والمتاجرة كان محل سخرية وشتم..
بقي الأقصى محتلاً، بل وجعل المحتلُّ القدسَ عاصمةً له.. ورأينا أردوغان يعمّق علاقاته معه..
حماس تبايع إيران
جاءت حماس، فبايعت إيران، وخاضت مع العدو المحتل عدة جولات قتالية.
ومع كونها كانت تخسر مئات القتلى وآلاف الجرحى والمشرّدين، وتدمير المؤسسات، والبنى التحتيّة،
وكانت تخرج زاعمة النصر -كما فعل عبد الناصر وحافظ،- ومِنْ خلفها مفتونون بها، يسوّقون لها،
وينزلون على مواقفها آيات قرآنيّة..
ومن كان يتهمها بالمتاجرة، يتّهم بدينه وعِرضه وعقله..
ستجلس حماس مع الصهاينة كما جلس كبيرهم أردوغان، وحزب التنمية الإخواني في المغرب، حيث وافق على التطبيع مع العدو المحتل..
إنه حزب لا يعرف إلا مصلحته هو، مستغلاً النصوص الشرعيّة، كما كان عبد الناصر وصدام وحافظ.
والخميني وأذنابه، يتستّرون خلف الأقصى للتزعم والمتاجرة، وقد خابوا جميعاً وخسروا.
هذه بداية الحكاية..أما النهاية فهي في قول نبينا:
(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يقَاتِلَ الْمسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ).
هنا تنتهي الحكاية.. وإنا لمنتظرون لِوعْدِ الله على لسان نبيّه.. يا مسلم.. يا عبد الله..
وليس يا عبد الكرسي، والدرهم والدينار، وعبد الفجور والأنظمة العميلة..
- د. خالد عبد القادر يكتب: علي جمعة في صمت القبور.. - مايو 18, 2023
- د. خالد عبد القادر يكتب: عقيدةُ التَّفويض - أبريل 6, 2023
- د. خالد عبد القادر يكتب: مهلاً أنصار إيران - فبراير 17, 2023