د. عبد الحليم قابة

ننطلق لمعالجة هذا الوباء من أصناف الكفار!!!

الكفار في الفقه الإسلامي -باعتبار العلاقة مع الأمة المسلمة أيام عِزِّها – أربعة أنواع:

 

كافر مُعاهد، وكافر مُستَأمَن، وكافر ذِمّيّ، وكافر مُحارِب.

 

– فالمعاهد الذي بيننا وبينه عهد إلى أجل مسمّى.

 

– والمستأمَن هو الذي أعطيناه عهد أمان (الفيزا) يدخل بلادنا آمنا.

 

– والذمِّيّ هو الذي له علينا عهد ذمة بأن يعيش تحت سلطان شرعنا في بلادنا كغيره من المسلمين، له ما لنا وعليه ما علينا (المواطنون)

 

– أما المحارب فهو الذي بيننا وبينه حربٌ قائمة.

 

فالأنواع الثلاثة الأولى لا يجوز قتالهم ولا إيذاؤهم، بل المطلوب دعوتُهم إلى الحق والتوحيد والإسلام الذي أكرمنا الله به، والمعاملةُ الحسنة معهم، بل الإحسان إليهم كما في قوله تعالى:”لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”

 

أما النوع الرابع وهم المحاربون، ومن يلحق بهم ، فهؤلاء لهم أحكامهم الخاصة، غير ما ذُكِر في الآية السابقة وهم الذين تُحمل عليهم أغلب آيات القتال في القرآن.مثل قوله تعالى:”وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ  فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ ”

 

والسؤال الآن : هل يجوز لمن لا يعرف الفرق بين هذه الأصناف الأربعة، ولم يقرأ ما ورد عنهم في القرآن، أن يُفتي في أحكام الكفار بشيء؟؟؟ أو أن يعترض على العلماء والمختصين إذا تكلموا عن بعض أحكامهم،؟؟؟ والحال أنه لا يعرف  الفرق بين الكفار الذي ذكرناه، لا في التعريف ولا في الأحكام، ولا يفرق بين المشركين والكتابيين، بل لا يعرف الفرق بين الكفر العملي والكفر الاعتقادي، ولا بين النفاق الاعتقادي والنفاق السلوكي، وتراه يتفنَّن في اجترار كلام المستشرقين والمستغربين في إنكارهم لما لا يعرفونه من أحكام الإسلام الربانية العظيمة، وتلاعبهم بها، وينشره بين المسلمين ليفتنهم في دينهم ويشكّكهم في قواطع إسلامهم؟؟؟!!!

 

– ومن مكرهم المكشوف أنهم لا يصرّحون بالإنكار على الله؛ لأنهم يعلمون أن كلامهم – حينئذ – سيُرمى في مزبلة التاريخ، لكنهم ينكرون على أهل العلم وأهل الاختصاص ما هو ليس من اجتهادهم الخاص، بل هو من صميم الدين الحنيف. ليتمكنوا بذلك من الطعن في دين الله، ويحققوا – بعد ذلك – مقاصد أعداء الله.

 

بل إن الله عزو جل قسم المسلمين إلى أقسام ثلاثة: سابق بالخيرات، ومقتصد، وظالم لنفسه.

 

فقل لي – بربّك – أيها القارئ المعترض على الله ورسوله، هل تفرّق بين أصناف إخوانك التي ذكرها القرآن، وتعرف أحكام التعامل مع كل صنف، أم أنك تُحسن فقط التطاول على ما لا تُحسن؟؟؟!!!

 

فياحبذا لو استجبنا لله تعالى وهو يقول لنا: “وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ

 

إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ” ولو أمسكنا ألستنا وأوقفنا أقلامنا لكان أسلم لنا وخيرا لأمتنا.

 

ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه فلزمه. نسأل الله الهداية والثبات.

د. عبد الحليم قابة

من د. عبد الحليم قابة

كاتب وباحث جزائري. أستاذ بجامعة الجزائر سابقا وبجامعة أم القرى حاليا