رضا بودراع، المحلل السياسي الجزائري، وأمين عام حركة أحرار

قال المحلل السياسي الجزائري «رضا بودراع» إن على الأمة الجزائرية إدراك أن مسارها التحرري بدأ منذ أن وطئت يد الغزاة أرضها المقدسة، مشيرًا إلى أن مقاومة الغزاة، وبناء الدولة، معركتان، تحكمهما فكرة واحدة ولا يمكن أن تتجزأ، وأن أي دولة تغيب عنها فكرة مقاومة الغزاة؛ إنما هي دولة تنوب عن المحتل وتخدم الفكرة الاستعمارية، وتحارب فكرة الآباء الأحرار.

 

وأضاف بودراع في عدد من المنشورات على حسابه بـ الفيسبوك لقد خرج المحتل بالفكرة الأولى، ولن ترحل الدولة التي تنوب عنها إلا بها، وقد بدأ الزيغ أول أيام الاستقلال، حيث احتلت الفكرة الاستعمارية مفاصل الدولة، وأقصيت الفكرة التحررية الأولى.. واليوم على قدر، يأبى الله، وتأبى دماء شهداءنا، ويأبى ضمير الأمة، وتأبى الفكرة ألا أن تتجسد في الحراك الجزائري، ليستكمل مسيرة الآباء ولن يرجع إلا سيّدا كامل السيادة.

 

وقال إن فترة حراك ٢٢ فبراير إلى يومنا هذا؛ تشكل فيها مخيالا سياسيا جديدا؛ حقق المفاصلة التامة مع الحالة الصنمية الذي من السائد فيها خيالا نُحت في المخابر لينتج القابلية لعبودية الكادر (صورة بوتفليقة) وسط كساد الأفكار والمشاريع التي صنعت الوعي الزائف.. إن تسعة أشهر من الحراك شكلت طفرة في الوعي وقصور في العمل وهذا طبيعي في مسارات بناء الدول.

 

واستدرك بودراع، لكن القليل الذي أُنتج يستند إلى وعي حقيقي بالذات والانتماء وتشخيص دقيق للمعضلة مما يجعلنا نرى انه في التسعة أشهر الماضية بدأ يتشكل وبفضل الله ثم الحراك ونشطاءه وكتابه ومفكريه وتنظيماته ومؤطريه.

 

وهناك مخيالا سياسيا ثانيا يقف على ضرورة توليد الأفكار والأدوات اللازمة لإدارة مرحلة المقبلة والتي ستكون بعد 12/12 تاريخ الانتخابات الرئاسية الأزمة الثانية واستثمار الموجة الثانية من الحراك الجزائري سواء أجريت الرئاسيات أو أجلت.

 

وهذا ما تراه منظومة الهيمنة بصورة أكثر وضوحا وأشد تدقيقا..

 

كيف لا وهي ترى أمة الإسلام تحيا من جديد وأن هذا الجيل جيل التدافع بدأ يتلمس طريقه نحو الانعتاق من منظومته المهيمنة وانه لن يتوقف حتى يفكك مراكز ثقلها كلها.

 

إن هذا الجيل سيجد نفسها أمام مركز بنية منظومة الاحتلال، وستجد نخبته نفسها وجها لوجه أمام بنية مراكز ثقل الحضارة الغربية كمراكز الفكر والتأثير والمال والسلاح.

 

إن ما ينتظرنا سنكل على مشارفه بعد 12/12، وان الانتخابات ما هي إلا باب يخرجنا من عالم البرزخ المهين، ومرحلة الاستضعاف إلى مرحلة التدافع.

 

فاستعدوا