قال رضا بودراع، المحلل السياسي الجزائري لابد أن يكون هناك إيمان راسخ أن الشعب لم يعد رقما خارج المعادلة بل في صلبها ومؤثر فيها، مشيرًا أنه لولا الحراك الجزائري لما استطاعت السلطة الفعلية قيادة الأركان تحييد العصابة ولكانوا مجبرين على التفاوض بالندية معهم.. ولولا الحراك لما انهزم الطرف الثالث في الصراع العصابة وأذرعها اليساريون والفرانكو لائكو بربريست وهم الآن مستعدون للتفاوض بشروط المنهزم ويحاولون إبقاء وهم القوة في الشارع.. ولولا الحراك لما تخلصت قيادة الأركان من التحالف المهين مع الرئاسة ومشروع السعيد اخو بوتفليقة في وراثته.. ولولا الحراك ووعيه وعدم استجابته لفخاخ الصراعات الإيديولوجية والعرقية لكانت وحدة الجيش ووحدة البلد في خبر كان.
وأضاف على صفحته بـ الفيسبوك لابد للقوى الحراكية التي انبثقت من الحراك الشعبي الأصيل أن تستعيد زمام المبادرة، وإذا كان قد أصاب الحراك الجهد والحراكيين الإجهاد، فقد أصاب السلطة الفعلية نفس ذلك بل أشد، وهي الآن في مرحلة تقييم والتقاط الأنفاس ولازالت فاقدة للتوازن.. تماما كما هو شأن الحراك.
وأكد بودراع أن فضل الحراك على قيادة الأركان كفضل الشمس على سائر الكواكب.. وأن قوى الحراك هي الطرف الثاني المنتصر في الصراع ولازال يملك الشرعية الشعبية والمشروعية الدستورية، ولم تملك قيادة الأركان إلا الشرعية القانونية بتأثير اللعب على النسب والأرقام.
كما أكد أن الحراك مازال يملك رصيد الأغلبية الشعبية الأصيلة وقادر على أن يخلط كل الأوراق متى رأى نفسه قد تم تحييده من المعادلة.. وأن الحراك وقواه الحية تعلمت كيف تكسب الوقت واللعب بالنفس الطويل.
وقال المحلل السياسي الجزائري، دخلنا مرحلة الحراك المتعدد والشبكي وفق قواعد اشتباك جديدة ومعادلة جديدة ليس فيها إلا ثلاث إرادات متصارعة وسقط واحدة، – الإرادة الشعبية – والإرادة العسكرية – والإرادة الدولية، مشيرًا إلى أن كلًا يريد توظيف الآخر للحصول على الشرعية الكاملة.
وأضاف انتقلنا من شوط إلى شوط؛ والفوز لأصحاب النفس الطويل، والعبور للمستقبل لن يكون إلا بالأفكار القوية، فالأفكار حاكمة والقوة الخشنة قد تسيطر لكن لن تستطيع أن تحكم وتقود..
وختم منشوره بقوله، شرط القيادة الانقياد ولن ينقاد هذا الشعب لمجاهيل، وإنما ما يخرج من رحمه تماما كما خرجت جبهة التحرير من رحم الثورة التحررية.