من المقولات التي تتردد على الألسنة كل يوم هذه المقولة، وهو مثل شعبي يتردد على ألسنة الكثير من الشعوب العربية وغير العربية، فمن هو سنمار؟ وما هي حكايته التي صارت يضرب بها المثل حينما يجنى الإنسان من معروفه إساءة ؟

   سنمّار -بتشديد الميم- هو مهندس رومي الأصل، استدعاه ملك الحيرة النعمان ابن امرئ القيس بن عمر اللخمي، وكان ملك الحيرة يلقب بملك العرب، ليبني له قصرا ليس له مثيل بين قصور الدنيا، وأعطاه مالا بلا حساب وسهل له كل احتياجاته، وعلى مدى عدة سنوات كان البناء يرتفع ويتزين حتى صار تحفة ليس لها مثيل، وأطلق عليه «الخورنق»، وكانت الناس تمر به وتعجب من جماله وفخامته وزينته غير المألوفة.

   لما انتهى سنمار من بناء القصر على أتم ما يكون، جاء النعمان بنفسه ليعاين الصرح العظيم،

وطاف بأرجائه، وامتلأت نفسه بالغرور وهو يتجول فيه، وفاضت سريرته بالسرور،

ولم يعكر صفوه سوى ظنه في أن يقوم سنمار ببناء قصر مثله لأحد ملوك الدنيا في عصره،

فيصبح هناك من يمتلك مثل هذا الصرح الفريد، فصعد مع سنمار لأعلى موقع بالمبنى،

وأمر رجاله بإلقائه من أعلاه فسقط جثة هامة، حتى لا يبنى مثله لغيره، فكان هذا جزاء المعروف!

من صلاح الإمام

كاتب صحفي