رغم أني لا طاقة لي الآن على متابعة المباريات، لطبيعة السن، وكثرة الهموم والمشاغل، إلا أن دورة كأس أمم أسيا الأخيرة التي توجت بها قطر أظهرت قدرة الرياضة على حسم الكثير من المواقف السياسية، وإحراز أهداف قاتلة في عقر دار الخصم ، دون حاجة لسلاح، أو ضجيج.

 

فصورت كأس أمم أسيا الصراع السياسي في المنطقة بامتياز،وقام الساسة بمحاولة تحقيق الأهداف عن طريق أقدام اللاعبين.

 

وأظهرت دولة قطر بمساحتها وعدد سكانها قدرتها الفائقة على استخدام لعبة الرياضة في تحقيق أهداف موجعة لدول الحصار، والمؤلم الموجع أن جميع ضربات قطر كانت على أرض أشد الدول كراهية وحربا وحصارا لقطر (دولة الإمارات).

ولو أحسنت دول الحصار التفكير لسارعت الآن لكسر الحصار من نفسها،بعد الهزائم المتوالية التي تلقتها عبر ملاعب الإمارات إعلاميا، وسياسيا، واقتصاديا.

 

وأهم النتائج في ظني ارتفاع الروح المعنوية، وازدياد الأمل لدى كل المعارضين لدول الحصار، المتمثلة في الرباعي (مصر، السعودية، الإمارات، البحرين) أن هزيمة هذه الأنظمة سياسيا أمرا ميسورا، وأصبح وشيكا.

 

أظهرت البطولة قدرة دولة قطر على التحدي والإنجاز وجاهزيتها لتنظيم كأس العالم القادمة، ودحض كل شبهات وأباطيل المحاصرين.

 

أحيت البطولة جذوة الثورة والغضب في نفوس المعارضين لدول الحصار، بعد خمودها، وخاصة بعد الفشل الإعلامي الواضح للإعلام المحاصر لقطر، وتبني مواقف خاطئة من تشجيع اليابان مثلا في مواجهة قطر، ووضع قضية العروبة على المحك.

 

الدولة التي تملك آلة إعلامية جبارة تحقق من النتائج ما تعجز الملايين من تحقيقه، وقد أظهرت قنوات الجزيرة و(بى ان سبورت) مهنية عالية، أثرت تأثيرا قويا في تسويق المشروع القطري، في مقابل العجز الهائل، والأسلوب المتدني لإعلام دول الحصار (أحمد موسى نموذجا).

 

أظهرت البطولة حب وانتماء عموم الشعوب العربية لبني جلدتهم، وأن السياسة الشحن والكراهية إلى زوال، وتأمل فرحة عموم الجماهير العربية في كل مكان، حتى داخل دول الحصار تتضح لك الحقيقة، وبهت وزيف المدلسين، الذين حرصوا على إحداث القطيعة والشقاق بين أبناء الأمة العربية.

من د. أحمد زكريا

كاتب وباحث