د. أبو يعرب المرزوقي

عملاء فرنسا أو بقايا الحركيين في المغرب الكبير خسروا المعركة لما وقعوا في نفس الفخ الذي خلق مرض القوميات وراء الوحدة الروحية التي تجمع بينها وتتعالى عليها إلى وحدة الامة الروحية.

 

وهو مرض لم يكن موجودا عندنا إذ هو عدوى مشرقية علتها أن القومية دخلته بسبب بقايا الباطنية وبقايا الصليبية فيه في حربهم على الخلافة التي هي بدورها كانت قد دخلتها جرثومة القومية جراء تأثرها بنفس النزعات في أوروبا في القرن التاسع عشرة.

 

فرنسا التي فيها عشرات القوميات فرضت وحدة ثقافية فرنسية وألغت الفروق القومية عندها.
لكنها تستعملها في المغرب وحتى في المشرق فلبنان التي كانت تحت حمايتها بمقتضى ما يسمى المسألة الشرقية نظم الحكم فيها على هذا الاساس.

ثم إن الجامعة الأمريكية هي التي خرجت “مفكري” القومية الذين استغلوا سذاجة بعض العرب.
وهم من وظفتهم بريطانيا للحرب على الخلافة في الحرب العالمية الأولى.

وهذا ما سهل تطبيق وعديها للصهيونية:

تمزيق الخلافة بسايكس بيكو وبوعد بلفور.

 

الجزائريون قلة منهم يمكن أن يحركها النداء القومي الأمازيغي بسبب غباء القومية العربية.
لكن يندر أن يذهب الجزائري سواء كان عربيا أو أمازيغيا إلى الحرب على الإسلام التي تقودها فرنسا عامة وخاصة تحت ماكرون واليمين الأوروبي بتوجه أشمل.

بل إني اعتقد أن هذه الحرب هي التي ستفشل استعمالهم لصراع القوميات بتوحيد الجزائريين بدءا بالمقيم منهم في الغرب وختما بمن يوجدون في الجزائر:

وقعوا في خطأ استراتيجي وهذا من مكر الله الخير.

 

ومن ثم فقد خسروا المعركة بشرط ألا يتهور الإسلاميون فيريدوا الحكم كعادتهم.

والأخطر رفع شعارات طائفية لأن بعض الأمازيغ مع الإسلام لكنهم ليسوا بالضرورة على نفس المذهب أو النحلة.

لذلك فينبغي تحييد هذه الفروق والتعالي إلى ما يوحد وترك ما يفرق لحماية الهوية الجزائرية التي هي ما يمثله:

▪︎ شيخ المجاهدين بالسلاح (الأمير عبد القادر)

▪︎ وشيخ المجاهدين بالتربية (ابن باديس).

من د. أبو يعرب المرزوقي

فيلسوف عربي تونسي