كيف نفكر إستراتيجيا

 

 

–  نحن الآن في حضرة اللواء أركان حرب دكتور: فوزي محمد طايل – رحمه الله –

اُنظر.. اسمه مكتوب على بوابة مدينة العقل الإنساني.. وهذا كتابه المدهش: “كيف نفكر إستراتيجيًا” … أروع وأعظم كتاب أفرزته العقول العربية في آخر قرنين من الزمان… كتاب يستنهض أمة.. ويُحيي حضارة.. ودستور لكل من أراد أن يعي .. في زمنٍ غاب فيه العقل، وماتت فيه الضمائر.. وتلك هي قضيتنا .

 

–  كان أستاذ الإستراتيجية الشاملة بأكاديمية ناصر العسكرية “فوزي محمد طايل” واحد من المدهشين، وأحد العقول الجبارة في تاريخ الفكر الإنساني، وعندما رحل عن الدنيا في فبراير 1996 .. وعمره 54 عاما … كانت مؤلفاته تزلزل عقول المتخصصين، لتطير أفكاره بعد ذلك للعامة، وتبقى المرجع الرئيس لفن الإستراتيجية الإسلامية، وبعض خطباء المساجد، والمفكرين والمستشرقين، ..كانت كلها في رفع الهمة وإحياء الأمة..

حتى إن كتابه الأشهر “كيف نفكر إستراتيجيـًا” أصبح (حدوتة) لكل المستويات الفكرية والتيارات المختلفة والبسطاء في الأمة .. وتلك هي قمة الدهشة .

 

أما كلمة “الإستراتيجية” فهي مشتقة من أصل إغريقي، كانت تستخدم بمعنى المكان المرتفع، أو القائد الكبير … ثم دخلت إلى اللغات الأوربية الحديثة وأصبح مفهومها: (فن توزيع واستخدام القوات المسلحة لدولة ما بغرض تحقيق أهدافها السياسية)، ثم تطور المفهوم ليصبح: مهارة التخطيط .. سواء كان عسكريا أو مدنيا …

إذن الإستراتيجية باختصار هي: (التخطيط بعيد المدى الذي يتم فيه الربط بين الأهداف والإمكانات المتاحة)

ولذ يتم تغييب فكر هذا الرجل وطمس معالمه، منذ رحيله الغامض في فبراير 1992

 

–  وُلد د. فوزي محمد طايل، في القاهرة.. 20 أبريل 1942، وتخرّج في الكلية الحربية سنة 1960م، وحصل على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، ثم حصل على الدكتوراه من كلية الحقوق جامعة القاهرة سنة 1986م ، في موضوع (أهداف ومجالات السلطة في الدولة الإسلامية) كما حصل على الزمالة من كلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية العليا سنة 1987م، وتوفى ليلة الجمعة 13 رمضان 1416ه‍ / 2 فبراير 1996م.

 

–  ارتقى عدة مناصب وظيفية على مدار حياته المدنية والعسكرية، فوصل إلى قائد جناح تعليمي بمعهد الإشارة، ورئيس قسم التسليح بهيئة التنظيم والإدارة، وملحق حربي بسفارة مصر بزائير، ثم مساعد لمدير كلية الدفاع الوطني، ومديراً لتحرير مجلة العلوم الإلكترونية بجامعة القاهرة.

 

–  كما عمل مدرسًا للنظم السياسية واللغة الإنجليزية بجامعة بني سويف، ثم أستاذًا للإستراتيجية الشاملة بأكاديمية ناصر، وأستاذًا للعلوم السياسية والقانون الدولي بالكلية الحربية، فضلاً عن عضوية عدد من اللجان والجمعيات القانونية المتخصصة.

 

–  كان فوزي محمد طايل ، مسلما حتى النخاع، يحفظ القرآن الكريم كاملا، وآلاف الأحاديث النبوية، وكانا هما مصدر المعرفة لديه.

 

إنتاجه الفكري:

 

– أهداف ومجالات السلطة في الدولة الإسلامية

– النظام السياسي في إسرائيل

–  آثار أزمة الخليج علي منظومة القيم الإسلامية العليا

–  البُعد الإسلامي في أزمة الخليج (رؤية فرنسية) مترجم

–  مذابح البوسنة والهرسك (أندلس جديدة في أوروبا)

–  البوسنة والهرسك في إطار المؤامرة الغربية

– الجواسيس غير الكاملين (تاريخ مجتمع الاستخبارات الإسرائيلية) مترجم

– ثقافتنا في إطار النظام العالمي الجديد

–  كيف نفكر إستراتيجيا (صدر بعد وفاته)

 

لم تكن كتاباته ورؤيته تخرج عن غايته في اتخاذ القرآن الكريم دستورًا للحياة، ومن ثم سعيه الدؤوب لبعث الأمة الإسلامية، وأسلمة الفكر العسكري

 

–  فوزي محمد طايل، واحد من المدهشين، الذين ظُلموا، ومن العباقرة الذين عملوا وعاشوا في الظل، وقصة موته غامضة، وما زالت أسرته تلتزم الصمت…

 

وما زالت صورة وصوت الداعية الدكتور “جمال عبد الهادي” على منبر مسجد التوحيد، بمنطقة غمرة بالقاهرة، أمامي بوضوح، وهو يطالب بتدريس كتاب فوزي طايل (كيف نفكّر إستراتيجيا؟) وينصح المصلين بمتابعة كل ما كتبه هذا الضابط الثائر الشريف الحُر العبقري الإسلامي.

من يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - رئيس القسم الثقافي