♦ على مشاهدات الفيس بوك فيديو شهير لفتاة غربية، تقف منزوية في أحد الشارع، تتحرك بشكل غريب متأثرة بصوت.. لحظة ويكتشف المشاهد أنها منجذبة لصوت القرآن المنبعث من جهاز على دراجة مركونة والذي تركه صاحبه متعمدًا..
الفتاة ظلت تقترب من مصدر الصوت وتهتز بخشوع، ثم ظهر التأثر الشديد على ملامحها كأنها على وشك إغماء، ثم جثت على ركبتيها متأثرة ودخلت في حوار مع صاحب الدراجة تحدثه عن جمال ما تسمعه لكنها لا تفهمه، فحدثها فأبكاها وأبكته.
♦ وهل كان هناك أقسى قلبًا من «عمر بن الخطاب» الذي قال فيه القائل: «لا يُسلم حتى يسلم حمار الخطاب»! (بسند صحيح)، لكن حدثت المعجزة بشيء كان يخفى عن عين ذاك الصحابي، بل لم يأت الأمر تدرجًا طبيعيًّا،
لقد جاء صدمة فجائية أفاقت ابن الخطاب، وقذفت به من ضفاف إلى ضفاف في مساحة أوسع من المحيط،
لكن بالتأكيد كانت هناك أسباب تراكمية ساقها له الله، كانت تدور من خلف الستار على هيئة (كلمات، مواقف، مشاهدات)، فتحول الرجل من مجرد «عمر» إلى الفاروق الملهم أعظم هبات الله للإسلام بعد رسول الله.
أحمد الزين
♦ يحكي الممثل اللبناني أحمد الزين أنه أثناء أدائه مشهدًا تمثيليًّا يتقمص فيه دور داعية ينهى أحد السكارى عن الشرب (في حين كان هو في حياته الطبيعية مدمن خمر)، يقول الزين إنه كان يتلو في المشهد آية «إنما يريد الشيطانُ أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر»،
يقول الرجل أن إحساسًا مفاجئًا أصابه، كهربه، صفعه، فسكت وبكى، اندهش المخرج، فالمفترض أن الشخص الذي يوجه الزين له الآية هو الذي سيبكي، لكن الزين لم يمسك دموعه، ولم يستطع أن يكمل المشهد..
ثم يقول الزين إن قراءته للآية في هذه اللحظة بالذات كانت مزلزلة،
وجاء اليوم التالي فأدى الآية بثبات شديد، ولم يبك لكنه أبكى الجميع، فقد ترك الرجل الخمر وهجر شلتها.
♦ وامرأة بلجيكية عمياء مسيحية، تتصل بها إحدى موظفات الكول سنتر بالخطأ،
فيتصادف أن الموظفة مسلمة وأن العجوز الوحيدة تتلهف إلى الحديث مع مسلم منذ سنوات؛
فهي على وشك إعلان الشهادة، ولذلك قبل أن تغلق الموظفة الخط معتذرة عن الاتصال الخاطئ،
سحبتها العجوز في مكالمة لطيفة طويلة استجابت لها المسلمة برقة وعذوبة، فانتهت المكالمة بالشهادة ووعد بلقاء.
♦ اللحظة التي تشفُّ فيها النفس العاصية، وكلنا عصاة، وتُسلم قيادها لعفو باريها وترتقي في السماء درجات، لحظة خفية مستترة،
لا تدري متى تجيء ولا أين ولا كيف، سواء فيك أو في غيرك؛
لذا فطرق أبواب العقول والقلوب، وتقديم عالم الروح على أبهى طبق، ورمي بياض الكلمة الحلوة الموفقة من خلف الحواجز والأسوار،
قد تصادف روحًا غريقة، تسمع فتقر وتئوب، وكثير من الناس قد يكونون واقفين على الجسر، فالبعض قد يمد لهم الحبل فينقذهم، والبعض يدفعهم للسقوط..
فاختر يا حسن..
- كارم عبد الغفار يكتب: ذكرى النبيل - يونيو 17, 2023
- كارم عبد الغفار يكتب: الجوادي شهيد المواهب - يونيو 14, 2023
- كارم عبد الغفار يكتب: السكة يا حسن - يونيو 11, 2023