كم جمعت يا أبو هامور من الأحبة؟

رقم قبر الدكتور محمد الجوادي رحمه الله

لوحة اللحد رقم  808، بلوك 48، مقابر أبو هامور بالدوحة.

رحم الله الفقيد رحمة واسعة.

كم أنت موجعة وموحشة وقاسية يا أبو هامور 

كم كنت أتمنى مقابر أبو كبير وتحديداً (الكرنك) حيث جدي وخالي عبد الكريم وجموع من الجيران والأهل وأصدقاء الطفولة والصبا

فهناك كنا سنضمن زيارة الجمعة فكل أسبوع من عادة مدينتنا أن يُصلى أهلنا الجمعة ثم ينطلقوا لزيارة مقابرنا ومقابرنا كانت بين غيطان من الأرض المزروعة لذا فهي عند زيارتها تروح عن النفس بعض ما فيها…

وعلى مدار العام لنا زيارات مجدولة للرجال والنساء تحفظها الأجيال وتتوارثها بدقة والمواعيد عندنا  لا تُخطيء.. فعندنا زيارة مع طلعة رجب وأخرى في منتصف رجب و عندنا طلعة شعبان ورمضان وفي العيدين زيارتين و وقفة العيدين  مخصصة لزيارة النساء و كل هذه الزيارات السنوية الثابتة بخلاف الزيارات التي تتم على مدار الأسبوع مع كل وافد جديد إلى المقابر حيث  من عاداتنا أنه لا يمكن للمشيعين الرجوع دون المرور على كل قبور الأحبة والدعاء لهم لذا فمع كل جنازة جديدة زيارات متعدد جديدة..

و في مقابرنا هناك نزرع إلى جوار كل مقبرة شجرة.. ولكل عائلة أشجارها التي تظلل مقابرها ومع كل زيارة يُرزق جيران المقابر بكل خير من الزائرين (قَبُّوري سادة – قَبُّوري بالجبنة) من الخيرات الكثير…

كل هذه المعاني تطوف بي كلما دخلت أبو هامور حتى أودع فيها حبيب أو صديق …

معاني قد تبدوا لكم بعيدة وقد يقول أحدكم ما نفع الميت إلا الدعاء.

ولكنها حديث نفس فاعذروني…