- محمد تاج الدين يكتب: أبي الإسلام….! - أكتوبر 31, 2019
- محمد تاج الدين يكتب: هذا ما يُراد تغييبه عن الأمة ..! - أبريل 1, 2019
- الذبيح.. وارتقاء ظهر الكعبة المشرفة - فبراير 17, 2019
لا تحتاج هذه العبارة سندا لبرهانيتها وبداهتها، ولكنني أُهدي كل من يرى أنه يجوز الاعتزاز بالانتساب إلى العروبة دون إسلام هذا الحديث الشريف:
عن أبي بن كعب – رضي الله عنه – قال: انتسب رجلان على عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال أحدهما: (أنا فلان بن فلان، فمن أنت لا أم لك؟)، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (انتسب رجلان على عهد موسى عليه السلام فقال أحدهما: (أنا فلان بن فلان – حتى عد تسعة – فمن أنت لا أم لك؟ ، قال: (أنا فلان بن فلان بن الإسلام)، فأوحى الله إلى موسى – عليه السلام – أن هذين المنتسبَين: أما أنت أيها المنتمي أو المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم، وأما أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة، فأنت ثالثهما في الجنة) رواه الإمام أحمد ورجاله ثقات.
قلت: انظر قوله: (ابن الإسلام) وإقرار الله تعالى ورسوليه محمد وموسى عليهما السلام له، ثم يأتي (جاهلي) ويقول: لا تقل: أبي الإسلام، وقل: أنا عربي …!!
وأخرج الترمذي وأبو داوود وغيرهما عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم-: (إنَّ اللهَ قد أذهب عنكم عُبِّيَّةَ الجاهليةِ وفخرَها بالآباءِ، مؤمنٌ تقيٌّ، وفاجرٌ شقيٌّ، أنتم بنو آدمَ، وآدم من تراب، لَيَدَعَنَّ رجالٌ فخرَهم بأقوامٍ إنما هم فحمٌ من فحْمِ جهنمَ، أو لَيكونُنَّ أهونَ على اللهِ من الجِعْلَانِ التي تدفعُ بأنفْها النَّتِنَ).
قلت: هو الوصف الحقيقي، وكم من عرب منذ مطلع القرن العشرين هم كـ(الجعلان) بل أهون منذ استبدلوا بالحمية للإسلام الحمية للقومية.
ولو اشتغل الصحابة الفاتحون بمسألة اللغة ما فتحوا شبرا، وهكذا كانت التربية النبوية، تشتغل اللغة للبيان والبلاغ لا للتمييز العرقي، ولم يسمح النبي – صلى الله عليه وسلم – حتى بالانتساب إلى انتماء هو إسلامي في أصله، لم يسمح بأن يقال: يا للمهاجرين، أو: يا للأنصار، قال: ما بال دعوى الجاهلية، دعوها فإنها منتنة.
نعم، هي منتنة، وتبقى منتة، ولا نقبلها من أي قومية، وليس من العرب وحدهم.
تصبحون على توحيد ووحدة.