المصريون الظرفاء.. كانوا عندما لا يتمكنون من مواجهة الحكام الظلمة

يقومون بصنع تماثيل من ورق وقصاصات وتركها في طريق الحكام

فيظنونها من الرعية فيقفون ليروا ما بها ولمَ وقفت في طريقهم

فقد ولى العزيز بالله الفاطمي (عيسى بن نسطورس النصراني كتابته، واستناب بالشام يهوديًّا اسمه منشا، فاعتز بهما النصارى وإليهود، وآذوا المسلمين.

فعمد أهل مصر وكتبوا قصة وجعلوها في يد صورة عملوها من قراطيس، فيها: بالذي أعز إليهود بمنشا والنصارى بعيسى بن نسطورس، وأذل المسلمين بك إلا كشفت ظلامتي

وأقعدوا تلك الصورة على طريق العزيز، والرقعة بيدها، فلما رآها أمر بأخذها، فلما قرأ ما فيها، ورأى الصورة من قراطيس، علم ما أريد بذلك

فقبض عليهما، وأخذ من عيسى ثلاثمائة ألف دينار، ومن إليهودي شيئًا كثيرًا).

ونفس الأمر حصل مع الحاكم بأمر الله الفاطمي إذ كان المصريون يكرهونه فكانوا يكتبون إليه الرقاع فيها سبة، وسب أسلافه، والدعاء عليه

حتى إنهم عملوا من قراطيس صورة امرأة وبيدها رقعة، فلما رآها ظن أنها امرأة تشتكي، فأمر بأخذ الرقعة منها، فقرأها، وفيها كل لعن وشتيمة قبيحة، وذكر حرمه بما يكره، فأمر بطلب المرأة، فقيل إنها من قراطيس)

من محمد فتحي النادي

باحث في الفكر الإسلامي - مؤلف ومحقق