الأسير الفلسطيني نائل البرغوثي قارىء نهم ولديه علم وثقافة عاليين.. ولم تستطع إدارة سجون الاحتلال بإجراءاتها المختلفة طمس ابداعه الثقافي واتقاده الفكري.
تعلم البرغوثي اللغتين الإنكليزية والعبرية داخل السجون. وهو يُعدّ مرجعاً للأسرى الذي شاركوا في محطات النضال الفلسطيني، بدءاً من انتفاضة الحجارة نهاية عقد الثمانينيات، وحتى يومنا هذا.
من جانبه قال نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، إن المعتقل نائل البرغوثي دخل عامه الأربعين، في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أنها أطول فترة اعتقال يقضيها معتقل فلسطيني في السجن.
وأضاف النادي في بيان صحفي، الأحد، أن البرغوثي البالغ من العمر (62 عامًا) من بلدة كوبر قرب رام الله، واجه الاعتقال منذ عام 1978م، منها (34 عامًا)، بشكل متواصل، حيث تحرر في صفقة التبادل 2011، ثم أُعيد اعتقاله 2014 إلى جانب العشرات من المحررين بالصفقة.
ولفت البيان إلى عدة رسائل كان البرغوثي قد وجهها عبر محاميين وعائلته، أكد فيها على أن المخرج الأول لتحرير المعتقلين هي الوحدة الوطنية، معتبراً أن الوحدة هي المنطلق الأول لاستعادة الهوية الفلسطينية.
كما وجه في وقت سابق رسالة في ذكرى ميلاده الـ(62)، قال فيها: “يوم ميلادي يذكرني بميلاد كل ثورة تطالب بالحرية وأشعر كأني أولد من جديد”.
وأضاف نادي الأسير: “خلال سنوات اعتقاله، فقدَ البرغوثي والديه، وتوالت أجيال، ومرت العديد من الأحداث التاريخية على الساحة الفلسطينية”.
التفاتة حول الاعتقال
ولد البرغوثي في قرية كوبر قضاء رام الله في 23 أكتوبر 1957م، واعتقل للمرة الأولى عام 1978م، (19 عامًا حينها)، وحُكم عليه بالسجن المؤبد و(18) عامًا، وقد رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه رغم مرور العديد من صفقات التبادل والافراجات التي تمت في إطار المفاوضات، بحسب البيان.
في 18 نوفمبر عام 2011، أفرج الاحتلال عن نائل البرغوثي، وإبن عمه فخري ضمن صفقة “وفاء الأحرار”، المبرمة بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والاحتلال الإسرائيلي، بوساطة مصرية.
وبموجب الصفقة، أطلقت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بعد أسره بغزة أكثر من 5 سنوات، مقابل الإفراج عن 1047 أسيراً وأسيرة.
وعندما خرج نائل وجد بيت أهله خالياً فقد توفي والديه وكانت اخته الصغرى حنان عمرها 13 عاماً عندما تم اعتقال أخويها. وقد تزوجت قبل أشهر من إطلاق سراح أخيها عمر عام 1985، واصبحت جدة.
بعد شهر واحد من الإفراج عنه تزوج نائل من الأسيرة المحررة إيمان رافع في 18 نوفمبر 2011 بعدما أمضت في سجون الاحتلال ما يقارب 10 سنوات, وعاشا معا فقط 32 شهر قبل أن يتم اعتقاله.
لم تلتزم حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو ببنود الاتفاق المبرم في صفقة “وفاء الأحرار”، وأعادت اعتقال نائل البرغوثي في 18 يونيو 2014، وصدر بحق البرغوثي، حُكمًا مدته 30 شهرًا، وبعد قضائه مدة محكوميته أعاد الاحتلال حُكمه السابق وهو المؤبد و18 عامًا، إلى جانب العشرات من محرري صفقة “وفاء الأحرار” الذين أُعيدوا إلى أحكامهم السابقة وغالبيتهم يقضون أحكامًا بالسّجن المؤبد.
تعليق زوجه
قالت زوجته عنه إنه أقدم أسير في سجون الاحتلال، ويكمل في هذا الشهر عامه 62 من عمره، وسيدخل في الشهر القادم في 15 نوفمبر عامه الـ 40 في الأسر.
وأوضحت إيمان أن نائل اعتقل أول مرة لمدة أسبوعين عام 1978 بتهمة أخذه عصا لجندي صهيوني، وتم اعتقاله مرة ثانية في نفس العام مع أخيه الأكبر عمر وإبن عمه فخري في الرابع من أبريل عام 1978.
حُكم على نائل بـ 30 شهراً مع 70 أسيراً من أسرى “وفاء الاحرار”. وبعد انتهاء حكم الـ 30 شهراً بقي أسيراً لمدة شهرين دون أي تبرير وكانت محاميته متأكدة أنه سيفرج عنه، إلا أنها وعائلته تفاجأوا بعودة الحكم السابق له وهو مؤبد و 18 عاماً كما يعبّر الصهاينة.
تقول إيمان “كان هذا الحكم صدمة للجميع. الاَن نحن رفعنا شكوى إلى ما يُسمى “محكمة العدل العليا” الإسرائيلية وننتظر القرار في 26 – 12 من السنة الجارية وهذه المحكمة ستنظر في شكاوى أكثر من 30 أسيراً .
لا تستطيع إيمان وهي الأسيرة المحررة أن تخبرك عن زوجها الأسير نائل دون أن تربط ذلك بالحديث مع الأسيرين عمر وفخري وما جرى بعد ذلك مع أولادهما .
وعن زياراتها لزوجها الأسير نائل، تقول إيمان أن اَخر زيارة لزوجها نائل كانت في شهر أكتوبر الحالي.
كان عندي في السابق منع أمني. والاَن منحت تصريح لمدة عام لأزوره كل شهر مرة. ولكن مع لحظ حرية منع الصهاينة لي من زيارته في أي لحظة.
وتضيف إيمان: “حاولوا في الزيارة قبل الأخيرة منعي بحجة أنني أسيرة سابقة، وأن المطلوب لرؤية زوجي، التنسيق مع إدارة السجن نفسها، لكن ضغط الأسرى سمح لي بمشاهدة نائل، وتختم إيمان بأن نائل ما زال يتمسك بقضيته وأرضه ومعنوياته عالية جداً.