هل يمنحني الموتُ دقيقةَ
كي أبحثَ في
الجسدِ المُلقى
عن قلمٍ..
نبضٍ..
وحياهْ.
تاريخُكَ يا وطني كحلٌ
والنصفُ الآخرُ مأساهْ.
تزرعُ أوهامكَ في تيهٍ
تبني أحلامك في وهْـمٍ
تتسكعُ في القهرِ العاتي
ما بين دماءٍ وعتاهْ
***
لا تخجل منى واخبرني
هل مدَّ لكَ الصبحُ يديهِ..؟
أَمّ تاهت كـفُّـكَ ويداهْ.
الليل بخيلٌ
لا يُعطي
أرغفة الخبزِ لجائعنا
أو يطعمُ طيرًا وشفاهْ
وفتحتم باب مدينتنا
لسيول الحقدِ
ولا تدري..
هل يحرسُ ذئبٌ
في يومٍ
سربَ عصافيرٍ
أو شاهْ
****
يا وطني..
أخبركَ التاريخُ مرارًا
أن الليلَ الآتي
دمويٌّ سفاحْ
في بطن عباءته السوداءَ
عويلٌ
ودموعٌ
ونواحْ
لن يأتي كي يشرب شايا
وتسامرهُ
أو تحكي أوجاعكَ..
ونحيبَ الناي..
فيرنو هذا الليلُ حزينا
ثم يقوم لكي يحضنكَ
ويبكي..
ثم يعود إلى غرفتهِ
ويعطيك المفتاحْ
الليلُ سيأتي يا وطني
ومعه آلاف الأشباحْ
تتجولُ في بُؤرة ذاتكَ
تغتالُ براعمَ أحلامكَ..
وعبير الأزهارْ
وتحوّل بستان حياتك
لخرابٍ ودمارْ
ويعود التاريخُ بروما
وبنيرون لكي يحرقها
وبهولاكو في بغدادْ
الليلُ أراهُ
على أوراقي
أمس جدودي
وعيون الأحفادْ
هل حُسنُ النيـّةِ يا وطني؟!
لن تجدي حسن نواياكْ
ودماؤك يرتعُ فيها الليل الأفاك
يستدعي كل شياطين الأرضِ
ويزرعُ فيها
أحقادا
ومجاعاتٍ
وهلاكْ
هل أنت – حقيقيٌّ – وطني؟
أم وطني – يا وطني – سواك!