وصلت إلى مشارف الخمسين من عمري، ومازلت أحن إلى حضن أمي، وأذكر تفاصيل طفولتي معها، وأقصها على بناتي، رغم أني لم أنعم كثيرا بدفء أمومتها، فقد رحلت وأنا في الثانية عشرة من عمري،لكن الأم هي الأم، الحنان الدافق، والقلب النابض، والحياة المتدفقة.

 

مازال يوم الثلاثاء 17/12/1985 ماثلا أمام ناظري بأمطاره الغزيرة وبرقه ورعده.

 

ربما ما عرفت معنى صرخة القلب المكتومة، والدمعات الحائرة التي تنهمر وحدها، ولا الضيق الذي أصاب روحي وقته، إلا بعد أن كبرت،ومازال هذا التدفق الهادر من المشاعر الغائرة في أعماق نفسي تكبر وتنضج كلما تقدم عمري!

 

لذا وصيتي لك أيها الابن: إياك أن تضيع هذا النهر الجاري من الرحمات، احذر أن تخطيء أوسط أبواب الجنة!!

من د. أحمد زكريا

كاتب وباحث