م. أحمد كامل

أقلام حرة

أحمد كامل يكتب: الفرصة المصرية

By أقلام حرة

June 15, 2022

الفرص الكبيرة لا تتكرر كثيرا سواءً في حياة الأفراد أو في حياة الأمم..

فالماضي القريب يحكى لنا عن دويلة كانت تشتهر «بأرض البرك والمستنقعات» استطاعت أن تستغل موقعها الجغرافي المتميز فصارت دولة سنغافورة لها ترتيب متقدم في التعليم والتكنولوجيا ودخل الفرد والقيمة الإنسانية والحريات..

تقديري المتواضع أن الحرب الروسية الأوكرانية ربما كانت فرصة لا تعوض لنهضة الأمة المصرية إذا استطعنا استغلالها لمصلحة الوطن والمواطنين.

فالقارة الأوروبية وربما كثير من دول العالم مقبلة على أزمة غذائية طاحنة لا يعلم مداها إلا الله عز وجل.

أيضا فإن القارة الأوروبية تعلمت من هذه الحرب دروسا قاسية وموجعة في خطورة الاعتماد الكبير على المحاصيل الأوكرانية أو الطاقة الروسية أو حتى الجندي الأمريكي..

مما دفعها إلى التفكير في بديل أو بدائل آمنة تنأي بها عن التهديد المستمر أو الابتزاز تحت أي صورة من الصور..

وليس في هذا المشهد فرصة عابرة للأمة المصرية.. بل هي فرصة نهضة ومنحة ربانية يصعب أن تتكرر بهذه المواصفات.

فالقارة الأوروبية في حاجة إلى إمداد آمن لغذائها ولن تجد صورة آمنة لإمدادها أفضل من القارة الأفريقية وعلى الأخص منها الأمة المصرية.

فالمناخ المصري المتميز والموقع الجغرافي الذي لا يفصله عن القارة الأوروبية سوى المتوسط..

أضف إلى ذلك الخبرة المصرية المتميزة في الزراعة فمصر على مدار التاريخ دولة زراعية بامتياز..

أيضا المساحات الشاسعة من الصحارى المؤهلة للزراعة.. هذا بالإضافة إلى الكثافة السكانية التى توفر الأيدي العاملة .. كذلك وفرة وتنوع مصادر الكهرباء..

أما بالنسبة للاحتياجات المائية للزراعة ففي هذا المشروع فرصة ذهبية لإيجاد حل عادل لمشكلة سد النهضة هذا بالإضافة إلى المخزون المتوفر من المياه الجوفية والأمطار الساحلية..

أي أن كل عوامل النجاح متوفرة وبكثافة.

حتى إذا ما قورنت مصر بغيرها من الدول المطلة على المتوسط فإن المقارنة دائما ستكون في صالح الأمة المصرية.

أن مثل هذا المشروع العملاق إذا ما تم فإنه سيمثل نهضة حقيقية للأمة المصرية..

أن هذا المشروع يحمل في طياته مميزات لا تحصى.. ففيه القضاء على البطالة.. وفيه اتساع شاسع للرقعة الزراعية.. وشق للترع.. وتعبيد للطرق.. وفيه بناء الموانئ والسفن.. فيه رقى للتعليم ونهضة للأبحاث.. فيه ارتفاع كبير لدخل الفرد ولقيمة الإنسان المصري..

أن تصبح مصر سلة غذاء عالمية

 هذا حلم عظيم ليس بعيد المنال إذا استطعنا استغلال الفرصة استغلالا صحيحا بعيدا عن المصالح الشخصية أو العمولات أو السمسرة.. فمصر اكبر من ذلك والمصريين أعظم من ذلك..

أتمنى أن يكون من رحم هذا البلاء العالمي رحمة للفقراء والضعفاء.. وان تعود مصر كما ذكرها الله تبارك وتعالى على لسان سيدنا يوسف عليه السلام

(( خزائن الأرض ))

والله ولى التوفيق