الأخبار

أشرف عبد المنعم يكتب: سُؤال حَولَ البَعْث!

By أشرف عبدالمنعم

October 09, 2018

أبدى د. نيلسون الجراح الأمريكي الماهر، إعجابه بأن الإسلام يأمرنا بعيادة (زيارة) المرضى، وقال إنها لفتة جميلة ومدهشة أن يجد مثل هذه التعاليم في دين! فما قرأه عن الأديان لم يكن به مثل هذه اللفتة اللطيفة! شكرته على ذلك، ثم قال ولكن مسألة وجود حياة بعد الموت يلزمها دليل علمي! أو شهادة من أحد الناس الذين رأوا ما حدث بعد موتهم ويخبرنا!! وإلا فكيف نصدق بوجود حياة بعد الموت؟

قلت له، حسنا، بالنسبة لوجود شهود عيان، إذا افترضنا جدلا وجودهم فهل هذا سيحل المشكلة؟ أبدا لأنهم يحتاجون لدليل على صدق قولهم! وليس ما يقولون مجرد أوهام أو أكاذيب اختلقوها أو من تأثير المخدرات أو أدوية معينة أو أمراض عقلية ونفسية!

فقد بعث الله للناس أفضلهم وهم الأنبياء، الذين أخبروا الناس بوجود حياة بعد الموت فلم يصدقهم الا القليل! وخاتم النبيين وسيدهم وإمامهم سيدنا محمد، بشهادة “مايكل هارت” وهو رجل نصراني، في كتابه الشهير “العظماء مئة وأعظمهم محمد”! وغيره الكثير من المفكرين والفلاسفة والأدباء الكبار، قد شهدوا للرسول الكريم بعظمته،

بل قوم الرسول الذين عاش بينهم 40 سنة قبل بدء رسالته، كانوا يلقبونه بـ”الصادق الأمين”! وبمجرد أن قال لهم إنه لا اله إلا الله وإنه رسول الله قالوا عليه كذاب ومجنون! إذن مسألة أن يأتي أحد من الموت ويحكي ما حدث له لن تقدم أو تؤخر.

لذا دعني أقول، لو افترضنا مثلا إن هناك مخترع عظيم اخترع آلة مدهشة، وأخبرنا بتفاصيل دقيقة داخل هذه الآلة، وبفحص العلماء لها تبين لهم صدق كلامه، فهل هذا دليل على صدقه؟ قال د.نيلسون نعم، قلت وإذا قال المخترع العظيم إنه يستطيع تفكيك هذه الآلة وإعادة تركيبها، هل نصدقه؟ قال د.نيلسون نعم بالتأكيد، فإعادة التركيب أسهل بالطبع، قلت، حسنا، فلنأخذ هذا المثال في الحسبان، فقد قال تعالى “الرَّحْمَنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ”

ثم قال تعالى في آيات أخرى ردا على من يكذبون بوجود حياة بعد الموت ”

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مَنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ). فقد درس العالم الكندي الشهير د.كيث مور (Keith Moore) كل الآيات القرآنية المتعلقة بخلق الإنسان من منظور علمي بوصفه أحد أكبر العلماء المعاصرين في علم الأَجِنَّة!

وقد قرأت كتابه وشاهدت عدد 2 فيديو له، يقول إن القرآن الكريم قد سبق العلم الحديث في وصف ما يحدث للجنين منذ مراحله الأولى، بل إن د. مور قد قام بعمل تحديث لأخر كتبه، مُضَمِّنَا إياه صورا جديدة بل واستخدم التعبير القرآني “مُخَلَّقَة وغير مُخَلَّقَة” في كتابه لأنه الوصف الأدق للحالة ولا يوجد مصطلح علمي يصف بدقة كدقة القرآن!

وعندما سُئِلَ د. مور، هل من الجائز أن محمدا (صلى الله عليه وسلم) قد قام بقتل نساء حوامل ليرى هذه التغيرات ثم يكتبها في القرآن؟!

قال د. مور، حتى لو افترضنا حدوث هذا الشيء البشع! فلا يمكن رؤية هذه التغيرات بالعين المجردة ولا حتى باستخدام المايكروسكوب العادي.

ولم نتمكن من رؤيتها إلا بعد اختراع المايكروسكوب الإلكتروني!! فَسُئِلَ عن تفسيره لوجود هذه التفاصيل المدهشة في القرآن؟ فقال ببساطة لأنها من الله الذي خلق الإنسان وآمن بأنه لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله.

وهذا دليل علمي بل وشهادة من أفضل العلماء في علم الأَجِنَّة، فبالرجوع لمثالنا السابق عن المخترع العظيم أقول هل الذي خلق الإنسان وأثبت لنا ذلك علميا، هل يستطيع إعادة الإنسان للحياة بعد موته (إعادة التركيب هل تذكر؟).

قال نعم.

قلت وهكذا قال الله في كتابه الحكيم (وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً ، أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً).

وَعَدَنِي د.نيلسون بالقراءة والبحث بعمق أكثر لأن معلوماته عن الإسلام كانت مُشّوَّهة وسيئة جدا، شكرته وانتهت المقابلة.

ودمتم.