الأخبار

إغلاق المساجد.. ومعركة التوحيد!!

By سيف الهاجري

April 30, 2020

منذ أن رعى نابليون بونابرت فكرة البعثات العلمية لأبناء مصر بعد الحملة الفرنسية عليها عام ١٧٩٨م وشعوب الأمة تدفع ثمن هذا الاختراق السياسي والثقافي والفكري للعالم العربي ببني جلدته وبيد أبنائه ليكونوا طلائع للهيمنة الغربية الصليبية على العالم العربي إلى يومنا هذا.

 

وقد كان المتصور أن هذا الاختراق الوظيفي كان محصورا في التيارات الليبرالية واليسارية، والتي ظلت لعقود في صدارة المشهد السياسي وتحت راية الوطنية الوظيفية وبرعاية من القوى الغربية والنظام العربي.

 

لكن المشهد اليوم في ظل أحداث الثورة العربية والثورة المضادة ومشروع صفقة القرن وأخيرا إغلاق جميع المساجد بما فيها إغلاق الحرمين والمسجد الأقصى كشف عن أخطر اختراق وظيفي مر على العالم العربي منذ سقوط الخلافة العثمانية!

 

لقد وصل توظيف الهيئات العلمائية والجماعات الإسلامية وكتابها من قبل النظام الدولي والعربي إلى حد اصطفافهم في خندق النظام العربي الوظيفي والدفاع عن قراره بإغلاق المساجد ليتم تعطيل أعظم شعائر الإسلام وأبرز مظاهره بإغلاق بيوت الله ومنع صلاة الجمعة والجماعة بالفتوى الوظيفية!

 

فتوظيف الدين والفتوى لم يعد مقتصرا على هيئات الفتوى الرسمية في زمن كورونا، وإنما امتد لتصبح هذه الاتحادات العلمائية والجماعات وكتابها هم الوجه الشعبي الموظف لخدمة القوى الغربية والنظام العربي الوظيفي لتحقيق مشاريعهم كمشروع صفقة القرن والذي لن يتم إلا بغلق المسجد الأقصى وعزل الأمة وشعوبها عن بيوت الله لتفقد بذلك سر قوتها الإيمانية والروحية والفكرية، فالمعركة بين الأمة وأعدائها وصلت لحصن التوحيد الأخير. ﴿لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ﴾.