الأخبار

إنها القدس يا سادة

By صفوت بركات

December 17, 2017

قال تعالى حكاية عن موسى عليه السلام

{يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ}

فيستدل بها جاهل عروبى صهيوني أن القدس كتبها الله لليهود فاليهود يومها لم يكن هناك أهل ملة على الإسلام غيرهم فالقدس حق لأهل الإسلام الحق وجاء عيسى عليه السلام فكانت له ولأهل ملته بعد أن حرف اليهود دينهم وارتدوا على أعقابهم خاسرين ثم ضل بعد ذلك النصارى فبعث محمد ليفتح عمر القدس إنفاذ لوصية رسول الله حتى لا تكون القدس إلا بيضة ودار إسلام فكلما أفسد فيها أهل ملة سلط الله عليهم من يخرجهم منها حتى قبل اليهودية والنصرانية والإسلام خاتم الرسالات ….

لن يستوي عليها إلا من أسلم وجهه لله حنيفا

فقديما زعم اليهود وخلفتهم النصارى بدعوى باطلة لجعل الحق لصيق بالنسب للملة والنحلة

كما يزعم اليوم بعض المسلمين حيازتهم للحق بنسبهم للإسلام وهم أبعد ما يكون من حقيقة الإسلام والغاية منه

 

فقالوا كما قال الله سبحانه وتعالى عنهم

{وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}

فالهروب من الحقيقة لن يفيد أحد….

فلا القومية ولا أي نعرة من النعرات المحدثة كيساريين وعلمانيين وليبراليين أو أي مذهب ولا حتى يهودية ولا نصرانية وهما آخر ملتين سلبت منهما القدس لانحرافهم وضلالهم وغضب الله عليهم والقدس بيضة للإسلام تداول عليها أهل الملل والنحل والمذاهب التي تدعى نسب بدين الله الذي هو الإسلام من يهود ونصارى ومسلمين كلما انحرف أهل ملة ونحلة عن الإسلام سلط الله عليهم من يسومهم سوء العذاب ولهذا تتصارع كل الملل والنحل عليها لتنتسب إليها لتنفى عن نفسها الكفر.. ولن تنيخ ظهرها لمن يزعم انتسابه للإسلام بغير جوهر وحقيقة الإسلام والغاية منه ومقاصده فالقدس ستظل هكذا دار حرب وصراع حتى يأتيها أهلها الذين كتبها الله لهم وليس من بزعمهم يهوديا أو نصرانيا أو مسلما بالنسب ولكن بالتوحيد الذي أنزله الله سبحانه على رسله