تقارير

إيران.. نهايات الطريق المسدود

By سمير زعقوق

April 17, 2023

في أداء تمثيلي عند وقوفه أمام قبر خميني، اشتكى إبراهيم رئيسي ممن يريدون «إحباط الناس، تخييب آمالهم، وزرع اليأس في قلوبهم» واتهمهم بتنفيذ إستراتيجية العدو، سواء أرادوا ذلك أو لا يريدون، علموا بذلك أو لا يعلمون.  

كان لافتا للنظر استغرابه الاعتراف بالوصول إلى نهاية المطاف، والطريق المسدود، وقوله إنه لا يحق لأحد أن يصاب بخيبة الأمل، وإشارته إلى أن زراعة اليأس من عمل الشيطان. 

لم تكن شكواه الأولى من نوعها، فقد ترددت مثيلاتها على لسانه كثيرا خلال الأسابيع الماضية، ومن الواضح أنه يقصد التيارات والعناصر داخل النظام، ولا سيما تيارات جماعته المهيمنة،

ففي وقت سابق نقل موقع اعتماد أون لاين الحكومي عن العضو السابق في البرلمان منتجب نيا قوله «حاليا كل المجموعات الموجودة في الفصيل الأصولي الذي يمثله رئيسي في الحكومة ليست وراء الحكومة» وتأكيده على «فشل رئيسي في إيجاد حالة من الوحدة والتوافق» داخل الفصيل الأصولي. 

تأتي عبارات رئيسي التي قال فيها «ليس لدينا مأزق» و«لا يحق لأحد أن يقول إننا وصلنا إلى طريق مسدود» على لسان الشخص الذي يعد نتاجا وتجسيدا للمأزق الاستراتيجي الذي وصل اليه خط ولاية الفقيه. 

تم تنصيب الرئيس الذي ارتكب القتل الجماعي عام 1988، وكان معظم أعضاء وأنصار مجاهدي خلق يكرهونه ولا يعرف غير السجن والإعدام،

وتم استخدام قسم كبير من النظام ككبش فداء بعد فشلهم في تجاوز أزمة السقوط والوصول إلى طريق مسدود.

سد شقوق نظام الولي الفقيه

أراد الولي الفقيه بهذه العملية الجراحية سد شقوق نظامه عبر حكومة من طيف واحد، منسجمة مع السلطتين الأخريين، يسيطر عليها بالكامل،

ليتمكن من الاستعانة بها في منع الانتفاضة، لكنه اخفق في الوصول إلى ما يريد، فشل في قطع الطريق على الانتفاضة الوطنية،

لم يحقق حلم الحكومة الموحدة، وبقيت جثة حكومة رئيسي على يديه.  

وصف خامنئي الانتخابات الرئاسية وتنصيب رئيسي بعد الانتهاء منهما بأنهما «من أهم الإنجازات والحلاوات»،

وأعرب في رسالة العام التالي عن قلقه من آفاق العام المقبل، مشيرا إلى مشاكل مختلفة في المجالات الثقافية والسياسية، علاوة على  المشكلة الرئيسية والمحورية وهي الاقتصاد.  

فشل مشروع تنصيب رئيسي مضاعف واستراتيجي، إذا تم قياسه بإخفاقات رؤساء النظام السابقين،

فلم تعد هناك خيارات أمام الإيرانيين سوى الانتفاضة والإطاحة بحكم الملالي، الذي وصل إلى نهايات طريقه المسدود.