الأخبار

اسمعوا صوت الشعب!!

By د. أحمد زكريا

September 28, 2019

تمر بلادنا بفترة قاسية على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والشرخ الاجتماعي الغائر داخل مكونات الأسرة المصرية، والانسداد السياسي الحاد الذي قضى على كل صور المعارضة، وأجبر الجميع على طريق واحد، وهو التأييد الكامل الغير مشروط للنظام الحالى، وإلا كان البديل القتل، أو السجن، أو الطرد، أو التشهير.

 

مع حالة شاذة من غلاء الأسعار أدت إلى حدوث شلل جمعي لأفراد المجتمع المصري من شدة الصدمة التي أصابتهم في مقتل حيث تضاعفت أسعار السلع الأساسية أضعافا مضاعفة وسط تدن هائل للمرتبات وسقوط مدو للجنيه، فوقف تفكير الجميع مشلولا لا يدري أين الخلاص.

 

فخيم الإحباط على جموع الشعب، بل وصل الأمر بالبعض إلى اليأس التام من أي حل للأزمة المصرية، فدفع البعض إلى أعمال عدوانية مرشحة للزيادة في الفترة القادمة.

 

وما حوادث الاعتداء على السياح، أو ضرب الأكمنة وغيرها إلا نموذجا لهذا الإحباط.

 

وإذا كان هناك عقلاء يريدون مصلحة مصر وشعبها بعيدا عن المزايدات، ومحاولة التربح على جثة مصر، فلابد من فتح باب للحوار مع هؤلاء الشباب، والبحث بصدق عن مصالحة حقيقية تجمع ولا تفرق، تبني ولا تهدم.

 

مصالحة ليس فيها رابح وخاسر، بل الهدف مصلحة الوطن وحفظ شبابه من الإحباط واليأس.

 

إن القصف الإعلامي المستمر على أبناء التيار الإسلامي ومحاولة شيطنته لن يأتي بثمرة، بل سينقلب عكسيا بالسلب على مصلحة الوطن، وما دماء الأبرياء من أبناء مصر المتناثرة يوميا منا ببعيد.

 

فالمحاولات المستميتة للإجهاز على الوطنيين الصادقين، ومحاولة إرهابهم فكريا لن يصب في مصلحة مصر.

 

فالدجل الإعلامي الموجود في إعلامنا المرئي والمسموع والمقروء إعلام خادع كاذب، والواقع يثبت فشل ذلك الزعم الإعلامي بأن النظام هيمن وسيطر على الأوضاع الأمنية، وتابعوا يوميا عدد القتلى والمصابين في صفوف الجيش والشرطة تتضح أمامكم الحقائق.

 

إذا أردنا حلا حاسما للأزمة المصرية لابد من الاستفادة بخبرة الحكماء من أصحاب التجارب الإسلامية الصادقين في خوفهم على وطنهم، وليس المنافقين المتربحين من الأزمة.

 

فتجربة الجماعة الإسلامية تجربة صادقة واضحة حلت أزمة مصر في التسعينيات، لما صدقت النوايا من الطرفين وتوقف الدخلاء والمنافقون المتربحون من سيل دماء المصريين عن الكلام.

 

فكثير من الأقلام والأفواه التي تتقيأ كراهية وسما لهذا الدين والوطن، لا مصلحة لهم إلا في استمرار التناحر بين أبناء الشعب المصري، لا يعنيهم آلاف السجناء الأبرياء ولا معاناة أسرهم، ولا يزعجهم دماء الأبرياء التي أريقت من أبناء الشعب، بل همهم إشعال فتيل الحرب والتصييح والإثارة والتحريض على قتل وإعدام وسجن شباب مصر الأطهار والمقابل إحباط مدمر للأخضر واليابس، ووطن في ذيل الأمم واقتصاد منهار، وحياة كئيبة، ومستقبل مظلم.

 

أيها العقلاء:

 

لا حل إلا في لم الشمل وجمع الكلمة وتقديم أهل الكفاءة والخبرة وإهمال أهل المصالح، فلا خير في وطن يأكل شبابه بين معتقل وقتيل ومصاب ومطارد.

 

افتحوا قلوبكم للشباب، واتركوا لهم الفرصة لإصلاح الوطن ومحاولة البناء، ولن يكون ذلك إلا بإنهاء تكميم الأفواه وفتح السجون، وضبط الإعلام، والعودة إلى الحق والإنصاف.